تونس الشروق: اعتبر الديبلوماسي السابق أحمد ونيس أن رئيس الجمهورية الراحل الباجي قائد السبسي قدّم جملة من الدروس والعبر التي من الواجب استقراؤها والتقيد بها في مسار بناء الدولة وتحديد ملامح مستقبلها. وشدد أحمد ونيس في تصريحه ل''الشروق'' على أن الباجي قائد السبسي اعطى درسا بالغ الاهمية للطبقة السياسية بأن ابجديات نجاح العمل السياسي تكمن في خاصيتي الهدوء والحوار بعيدا عن كل اشكال التهجمات والخلافات المفتعلة التي لا طائل منها في بناء الدولة. كما اعتبر الديبلوماسي السابق أن الدرس الثاني المهم الذي قدمه الباجي قائد السبسي للمسؤولين السياسيين هو احترام هيبة الدولة وبدا ذلك جليا من خلال امتناعه عن اي تصريح يخص الشأن الداخلي في المهمات التي تولاها خارج حدود الوطن اثناء عهدته الرئاسية، لافتا الى اهمية الصورة التي يبرز بها الباجي قائد السبسي من اعتناء فائق باللباس و المظهر وفي ذلك وفق محدثنا احترام لهيبة الدولة و لصورة تونس في الداخل والخارج. الدرس الثالث الذي يعدده الديبلوماسي أحمد ونيس يكمن في كيفية التصرف كرجل دولة ويفهم ذلك من خلال الحد الفاصل بين المواقف السياسية الشخصية التي يطلقها و كيفية ادارة دواليب الدولة لافتا الى أن الباجي قائد السبسي الرافض مبدئيا للدغمائية السياسية والظلامية عرفت عنه مواقف مناهضة للتيارات السياسية التي تحمل هذه الخاصيات غير انه في الوقت نفسه فإن احترامه لمكانة رجل الدولة جعله يعترف بالشرعية الانتخابية الشعبية على حساب ميولاته الشخصية وأن يقبل بوجود حركة النهضة في المشهد السياسي و العمل معها على الرغم من الاختلاف الجوهري معها. ولخص احمد ونيس العبرة الرابعة المستخلصة من عهدة الباجي قائد السبسي في احترام المؤسسين و قد بدا ذلك من خلال مادونه في كتابه الصادر سنة 2009 والذي تحدث فيه عن ضرورة وضع تمثال الحبيب بورقيبة في الشارع الرئيسي للعاصمة الذي يحمل اسمه وهو ما تحقق فعلا خلال عهدته الرئاسية احتراما لمؤسس الدولة الوطنية الزعيم الحبيب بورقيبة. تسليم المشعل الى الجيل الموالي وتدريبه على المسؤولية هي ايضا احد اهم العبر التي قدمها الباجي قائد السبسي وفق محدثنا وذلك قياسا بتعيين رئيس حكومة شاب (يوسف الشاهد) ليكون المداولة بين الاجيال خير تمثّل لمواصلة البناء وفق الرؤية الثاقبة للباجي قائد السبسي. كما اعتبر احمد ونيس أن تمسك الباجي قائد السبسي بمبادرة المساواة في الارث في رايه تلخص تصورا لتحديد طبيعة المجتمع التونسي و تأكيد بأن القيم الديمقراطية و المكاسب الحضارية لا يمكن التراجع عنها. وخلص المتحدث الى أن الدرس الاخير الذي يمكن ذكره استخلاصا من دوره في مرحلة الانتقال الديمقراطي نصرة القضايا العادلة واحترام الدول و الشعوب وفي ذلك اعادة الهيبة والاشعاع للديبلوماسية التونسية حيث بدا ذلك جليا من خلال تحدثه بندية مع قادة العالم ورفضه لكل دعوات التدخل العسكري في القطر الليبي الشقيق وغيرها من المواقف الاخرى التي جلبت كل الاحترام لتونس الدولة والشعب.