«الشروق» مكتب الساحل: «جعفرية» هو عنوان العمل المسرحي الجديد لجعفر القاسمي الذي قدمه بالملعب البلدي «بوعلي بوحوار» في إطار فعاليات الدورة 37 لمهرجان القنطاوي بحمام سوسة أمام جماهير غفيرة تجاوزت الثلاثة آلاف متفرجا . العمل وصفه جعفر بالمشروع الذي زرع بذرته في مسرحيته «ثلاثة في واحد» التي جمعته بالثلاثي الشاب رياض الكشباطي، حمدي مقيريس ومحمد العربي الغضباني لتصبح موضوعا ل «وان مان شو» وظف فيه جعفر إلى جانب مواهبه التنشيطية والتمثيلية المتميزة قدراته التأليفية بطرح نص ذكي عميق اعتمد فيه لهجة تونسية مهذبة هادفة بطابع كوميدي ساخر، يصوّر في الظاهر يوميات عائلة وفي الباطن كانت شهادة على واقع بلاد تعيش وضعية ركود عبر عنه ب»القايلة» وسط صراعات حزبية إيديولوجية وأرضية لمخابرات أجنبية، مظاهرألقت بظلالها على المواطن العادي الذي يعاني الفقر، البطالة وانحرافات نفسية وسلوكية، في وطن بين مولود لم يأتي بعد تنتظره شخصية «وردة» منذ الثورة وبين مواليد ليتهم ما أتوا ولدتهم «برنية» بعد ثلاثة سنوات عكست من خلالهم شخصيات صابر، مفتاح وفرج نماذج من هذا المجتمع برتبة أسباب ونتائج الأول سكّير في حالة غياب دائم عن الوعي، والثاني مفتاح أستاذ تاريخ فقد الذاكرة بمفعول المخدرات والثالث «فرج صلى درج وأصبح يدعي أنه شيخا يحلّل ويحرّم كيفما شاء»، حدود لم تمنع النص المنطوق من ارتجالات موظفة وتقنيات تنشيطية أدت إلى تفاعل الجمهور وأثرت فيه وعكست تقبله وفهمه للإرساليات المضمونة الوصول التي أراد جعفر أن يبلغها منها الإيحائي، الإيمائي، الإيقاعي، الحركي، المُغنّى ومنها المباشر من قبيل «من لا موطن له لا وطن له وتونس تجمعنا كلنا»، جدّي عدّى حياتو يربِّي في الكلاب يوكّل ويشرّب وفي الآخر عضُّوه»، الفرق بين الجيل السابق والجيل الحالي يكمن في السُترة»، «مؤلم أن تنجح ولا يسمع بك أحد والأكثر ألما أن تنجح ولا يفرح لك أحد...إذا نجحت فافرح لنفسك لأنك لن تجد أحد يفرح لنجاحك...وإذا أردت أن تفرح فاجلب معك الناجحين ليفرحوا لك ولا تجلب معك الفاشلين لأنهم سيُحبِطونك»، «الفن يمكن ان يكون وسيلة لإيقاظ الضمائر ولكن وقت يكون فنْ وموش عفَنْ..والفرق بيناتهم خِيط... خييت...خييت»، «قبل الثورة كنا نسمع ولا نتكلم بعد الثورة اصبحنا نتكلم ولا نسمع شيئا «قالت لي جدتي أنها تتخيل نفسها في طائرة تقسموا فيها التوانسة جماعة يحبو يهبطوها في قطر وجماعة يحبو يهبطوها في الإمارات وأنا قلتلهم انحبكم تهبطوها في تونس»، «أحنا جواعة وهوما كل واحد يحفر لآخر»....جمل وتعابير أثرت كثيرا في الجماهير الحاضرة إلى حد بكاء العديد، ولكن إرساليات لم تخلو من صبغة تفائلية جسمها حدث ولادة «وردة» لبنت إسمها «ياسمينة» تبعتها إرساليات إيجابية من قبيل «كل واحد بمفرده لا يستطيع صناعة المطر تعالوا نجرب إحداث صوت المطر كل من هو حاضر معنا من أمن وإعلام وسياسيين وجماهير بمختلف مهنهم يحاول التصفيق بإصبع ثم بأكثر»، وكانت وصية الجد آخر المسرحية جوهر الإرسالية التفائلية التي دعا فيها عائلته بإصلاح المنزل وعدم هدمها وأكّد لأفراد عائلته بأن القادم أفضل وجاء في آخر وصيته» شدوا كلابكم قبل ما يشدو الدار ويشدوكم ....شدوا كلابكم».