مثّل حضور الجزائريين نقلة نوعية في السياحة التونسية. وأصبح الجزائريون في أعلى سلم قائمة الجنسيات التي تتوافد على ولاية سوسة. وبلغ عددهم في الستة أشهر الأخيرة 78550 سائحا حسب ما أفادنا به المندوب الجهوي للسياحة بسوسة توفيق القايد. (الشروق) – مكتب الساحل عدد من السياح الجزائريين الذين التقتهم "الشروق" وان أجمعوا على تثمين المعاملة الحسنة من رجال الأمن في الحدود والتسهيلات التي وجدوها عند عبورهم فإنهم أبدوا استياء من سوء المعاملة في النزل على مستوى الخدمات المقدمة والمعاملة، حسب قولهم. وقال عبد الرحمان بن فوضيل "أزور سوسة للمرة السادسة صحبة عائلتي. وللحقيقة مقارنة بالزيارات التي قمنا بها قبل سنة 2011 لاحظت عدة تغييرات للأسف نحو الأسوإ. كل شيء تغير. وضعية النظافة بتراكم الأو ساخ ،وخدمات النزل تراجعت وكذلك من جانب المعاملات. حيث أنّ العاملين في النزل يولون أهمية للسياح الأوروبيين وللروسيين ويعاملونهم المعاملة الحسنة عكس معاملتهم للجزائريين رغم أننا ندفع أكثر منهم. وكلما طلبنا شيئا إما يتجاهلوننا أو يتأخرون في القيام به أو يبجّلون الأجانب". وأكّد توفيق مضوي أن التواصل مع المواطنين إيجابي. واشتكى من ارتفاع الأسعار قائلا "الأسعار في كل شيء نار. هي أضعاف الأسعار في الجزائر، أينما تنقلنا ندفع الأموال. فحتى عندما أترك سيارتي في طريق عادي يأتي شخص يطلب أموالا مقابل إيقاف سيارتي. وعندما أتركها في مربض سيارات عوض أن يتسلم دينارا يطلب خمسة أوأربعة دنانير إلى جانب المعاملة الحسنة للأوروبيين من قبل التجار عكس معاملتهم للجزائريين... لاحظت أن الأجنبي هنا يلاقي كل التبجيل والترحاب عكس السائح الجزائري، ماعدا ذلك كل شيء جميل في سوسة، البحر، والأماكن جميلة ونظيفة فنجد متعة كبرى، ونختار الإقامة في منزل أفضل من النزل لأنها باهظة الثمن". ومن جهته قال مداني بن كومار "أول مرة أزور سوسة. وجدت كل الترحاب والمتعة خاصة أن مناسبة كأس إفريقيا أكدت عمق العلاقات بين البلدين وأننا شعب واحد. حقيقة أشعر بنفسي في الجزائر وليس في تونس، ما عدا بعض المناوشات مع رجال الأمن وسوء معاملة البعض منهم لنا ومسألة مرابض السيارات وترفيع الأسعار. فالباقي يجعلنا لا نهتم بالسلبيات. فهناك إيجابيات كثيرة في سوسة. وسأرجع لزيارتها مرات أخرى فهنا يطيب العيش". وأثنى نبيل مصباح على المعاملات الجيدة التي وجدها في الحدود قائلا "الإدارة جيدة جدا لقيت كل الترحاب والتسهيل في الدخول. ووجدت كل الترحاب من مواطني سوسة. فقد ساعدوني على إيجاد مكان للإقامة. ووجدت كل التعاون. وأعتقد أن في المعاملات التجارية سأجد نفس المعاملة. فلا أعتقد أن التونسي سيبيع للجزائري أغلى من غيره. أنا بصدد اكتشاف المدينة التي أزورها للمرة الأولى وسعيد جدا بما وجدته". شكوى من الأسعار وسوء المعاملة وقال العيد وصيف "زرت سوسة عدة مرات كل رأس سنة وكل صيف. وأشعر كأني في الجزائر. فلا وجود لفوارق. وأفضّل السكن في منزل أفضل من النزل حتى نجد راحتنا إضافة الى أن أسعار النزل مشطة جدا". والتقت "الشروق" أيضا بثلاثة إطارات جزائريين. وبادر أحدهم وهو المهندس زبير قائلا :" أعتقد أن المعاملات السيئة في النزل -ولا أعممها - تسيء الى السياحة التونسية في الحقيقة عندما جئت منذ ثلاث سنوات كانت الخدمات جيدة في نزل آخر. ولا أدري ما الذي تغير؟ حتى الأوساخ كثرت في الشوارع. تصور حتى سيارتي يطلبون مني وضعها في مكان بعيد بينما سيارة الأجنبي يأخذون المفتاح ويضعونها في المكان الذي يريد. فعندما أطلب من أحد العاملين في النزل أريكة يطلب مني خمسة دنانير دون وجه حق. ولاحظت بعيني كيف يحجزون الأرائك للأجنبي منذ الساعة الخامسة صباحا حتى يأتي ويجدها جاهزة في المسبح بينما نحن نبقى ننتظر ساعات أحيانا للظفر بأبسط شيء وهي أريكة في المسبح. معاملات حقيقة لا تليق". ودعّم كلامه عزيز مدير وكالة جزائرية قائلا "أنا مستغرب كثيرا من سوء المعاملة في النزل فعندما يرون أجنبيا يقبلون على خدمته ويبجلونه بينما يتجاهلوننا رغم أن سعر الغرفة للحريف الجزائري أغلى بكثير من الحريف الأوروبي أو الروسي. ونحن ندفع أكثر منه في كل شيء". ومن جهته قال الدكتور سليم "عدة نزل في سوسة بصدد تحطيم صورة تونس والسياحة التونسية عموما من خلال رداءة الخدمات وسوء المعاملات. فنحن نأتي إلى تونس على أساس أنها منا وإلينا ونتزوج من بعضنا البعض، هذه السنة وجدنا الأوضاع تغيرت إلى النقيض". بالمرصاد لكل المتجاوزين وحول موقفه من مختلف هذه التشكيات قال المندوب الجهوي للسياحة بسوسة توفيق قايد "نحن كإدارة موقفنا واحد وثابت وهو معاملة كل السياح على قدم المساواة دون تمييز أو تفريق. وكلما وصلتنا تشكيات نتدخل. ونتخذ كل الإجراءات الإدارية المتاحة. وندين مختلف هذه التصرفات التي قد تكون في أغلبها شخصية صادرة عن أشخاص عاملين في النزل". وأضاف قايد "من جهتنا نحرص على تمكين أشقائنا من الأريحية التي ينتظرونها دون تمييز إلى جانب كل الجنسيات التي تزور نزلنا في ولاية سوسة .ونسعى إلى توفير كل الظروف الملائمة لقضاء عطلهم في أريحية ونحن بالمرصاد لكل الإخلالات".