تمر اليوم السبت 3 أوت الذكرى الثانية والاربعون لتأسيس الإذاعة الجهوية بالمنستير... هذا المرفق الاعلامي السمعي الرائد الذي برز بمبادراته واختياراته المتفردة. فيوم 3 أوت 1977 انطلق البث الرسمي لإذاعة المنستير بمعدل ساعتين في اليوم.. وكان حدثا تاريخيا استثنائيا. بالعودة الى وثائق وشهادات من واكب البداية الرسمية لهذه الإذاعة الشامخة تستوقفنا شهادة الأستاذ المنصف الهرقلي حول فكرة بعث هذه الإذاعة فهو يقول في شهادة له: إن وراء تأسيس اذاعة المنستير الراحل منصور السخيري وقد كان واليا على المنستير في تلك الفترة في الوقت الذي كان فيه الأستاذ صلاح الدين بن حميدة المدير العام لمؤسسة الإذاعة والتلفزة وكان وقتها ايضا الأستاذ المنصف الهرقلي كاتبا عاما للجنة الثقافية الجهوية بالجهة (قبل ان تصبح تسمية المندوب الجهوي)... وكلّف الاستاذ توفيق الحبيّب بالإشراف على الجانب الإداري والتنسيق لفترة قصيرة قبل ان يتم اسناد الاشراف عليها للراحل محمد قاسم المسدي الذي كان في ذات الوقت مديرا لإذاعة صفاقس الجهوية وكان أن بادر الراحل محمد قاسم المسدي باختيار الاستاذ محمد عبد الكافي مساعدا له في المنستير من خلال تكليفه بإدارة البرمجة والتنسيق وتم بذلك تركيز 5 خلايا من المتطوعين بإشراف المرحومين محمد قاسم المسدي وأحمد قلالة بصفته المعتمد الاول بالمنستير في حين تم تكليف الاستاذ المنصف الهرقلي بتوجيه دعوة رسمية لكل مثقفي الجهة ومبدعيها لحضور هذا الاجتماع التاريخي الهام الخاص بالخلايا الخمس للإذاعة الفنية والتي كانت على النحو التالي: خلية البرمجة ترأسها محمد عبد الكافي. خلية الأخبار ترأسها علي الشملي. خلية المسرح والانتاج الدرامي: ترأسها المنصف الهرقلي. خلية البرامج الأدبية : ترأسها الهادي نعمان. خلية البرامج الاجتماعية ترأسها رؤوف تريمش. بدأ البث بساعتين كما سبقت الاشارة الى ذلك ثم تطور ليصبح 6 ساعات ف8 ساعات ووصل الى 12 ساعة... ويحفظ التاريخ للأستاذ محمد عبد الكافي وقفته الحازمة من خلال عمله الجاد وسعيه في ان يكون للإذاعة مقر جديد وقانون أساسي والتمتع بالاستقلالية واعداد برنامج تنظيم اداري وهي رهانات كسبها الاستاذ محمد عبد الكافي المعروف عنه الجدية والمثابرة. أول مدير بقرار وزاري وحمل شهر أوت 1984 صدور أول قرار وزاري بتعيين مدير جديد لإذاعة المنستير هو الاستاذ المنصف الهرقلي خلفا للأستاذ محمد عبد الكافي الذي تمّت نقلته ليكون مديرا لإذاعة صفاقس الجهوية. رواد ف البال اقترنت فترة ثمانينات القرن الماضي في مسيرة إذاعة المنستير المشعّة بالحب والأمل والحياة بميلاد جيل متمرّس، عاشق للعمل الاذاعي، باحث عن كل جديد، جيل رائد من خلال برامج واختيارات تدل على حرفية عالية وتوق لكسب رهان التفرّد الذي يضمن المتعة للمتلقي. أسماء عديدة حفلت بها مسيرة الاذاعة على مستوى الانتاج والتقديم والتعليق والإبداع والمبادرة... أسماء تتزاحم في الذاكرة خالدة في الوجدان فهل ترانا ننسى الراحلة نجاة الغرياني وسيدة العبيدي وشادية جعيدان وعلياء رحيّم وفتحية جلاد ورقية حمودة وعواطف حميدة وألفة العلاني وسامية الهمامي... وغيرهن كثير. وهل ترانا ننسى أسماء في حجم وقيمة الحبيب جغام والجيلاني البدوي ومحمد فوزي السخيري ورابح الفجاري وفرج عجينة والصادق بوعبان والبخاري بن صالح والحبيب الهباشي والحبيب شقير والمنصف جقيريم وعامر بوعزة وغيرهم كثير... جيل عبّد الطريق لتتواصل المسيرة مع أسماء جديدة لمواصلة الطريق بكل جدية... جيل مازال هناك من يواصل الطريق حاضنا بكل حبّ هذه الأسماء القادمة على مهل لتكتب صفحات مضيئة جديدة في مسيرة إذاعة شامخة... منتصرة للحياة بمعانيها الجميلة وهي تحتفل بذكرى التأسيس. وتستحضر الذاكرة وإذاعة المنستير تطفئ السبت 3 أوت 2019 شمعتها الثانية والأربعين من عمرها الثري بالإبداع السمعي الرائد عديد الأسماء الخالدة في الذاكرة أسماء كان لها حضورها الفاعل في بعث هذه الاذاعة انطلاقا من الراحل محمد قاسم المسدي ومحمد عبد الكافي والمنصف الهرقلي ووصولا لصالح شبيل وعبد القادر عقير وعلي الرباع وغيرهم كثير من جيل المسيرين الأفذاذ.