"لا هكة ولا هكة" لم يكن عنوان عرض الممثل نضال السعدي فحسب. بل شكل ايضا تعبيرا ناسب حضوره عموما ليلة الثلاثاء بمسرح "سيدي الظاهر " بسوسة خلال فعاليات الدورة ال61 لمهرجان سوسة الدولي من خلال تكبره وردود فعله المسيئة الى الإعلاميين ومعجبيه. «الشروق» مكتب الساحل: نضال لم يكن ممثلا مسرحيا وما قدمه ليس بمسرحية حسب تأكيده ولم يكن منشطا على الركح ولا ممثلا كما اعتاد جمهوره مثلما لم يكن بشوشا منفتحا مثلما ابرز ذلك على الركح. كما لم يكن لطيفا مع معجبيه مثلما كان على الركح حيث رفض الحديث معهم والاستجابة لطلبهم في التقاط صور معهم بل تجاهلهم وسمح لحراسه الشخصيين لدفعهم ومعاملتهم بعنف وغلظة رغم قلة عدد هؤلاء المعجبين الذي نزلوا إليه في فضاء الندوة الصحفية بينما راوغ بقية معجبيه الذين بقوا ينتظرونه أمام الباب العادي لخروج الفنانين فخرج من مكان آخر متسللا إلى سيارته وترك جمهوره وسط خيبة ظن. نفس خيبة الظن التي عبر عنها العديد وأجمع عليها الإعلاميون الحاضرون تجاه ما قدمه من عرض هزيل يتحدث عن كيفية مد "الشلاكة "عندما تختفي تحت الأريكة وتلتحق بها البطاريات التي تسقط من "كوموند التلفزة..." وعلى ملابس الفتيات وعن عقد الشغل الذي ضاع منه من منتج عالمي لأنه لمح صورته وهو يذبح خروف العيد . وتحدث بافتخار عن إعجاب النساء والفتيات به قائلا " أعرف أن الرجال الذين جاؤوا إلى المسرح كركروهم نساهم وهم في الحقيقة لا يريدون مشاهدتي بل النساء يحببنني ويعجبن بي حتى خارج المسرح العديدات يعترضنني ويطلبن التقاط صور معي ولكن أزواجهن لا يقبلون أو يقبلون على مضض". كما تحدث السعدي على ما وصفه بحياته في فرنسا وحياته في تونس مادحا الفرنسيين سواء نساءهم أو سائقي التاكسي الفرنسيين ومعلميهم اللطفاء مع تلامذتهم عكس المربين التونسيين حسب قوله ممجدا العقلية الفرنسية ...مؤكدا عدم تأقلمه مع أجواء تونس وأناسها ذاكرا بعض الإيحاءات الجنسية وخصص لموضوع العنصرية مدة زمنية أطول من خلال تجسيمه لبلاتو تلفزي تخيل فيه حضور مواطن من الكوت ديفوار ومواطن من قبلي يشتكيان من العنصرية بسبب لونهما وكأنه مشكل الساعة في تونس. وتهكم من "ولد عواطف" ومن "مريم الدباغ" وشخصيات أخرى وأدرجها ضمن ما وصفه بتطور القرد إلى إنسان وعندما عرفوا القردة فضلت تلك ان تبقى قردة ولم تتحول إلى إنسان...، كما تهكم السعدي على سلك الديوانة في فقرة اشار فيها إلى تعرضه إلى طلب رشوة من طرف عون ديوانة بالمطار عند عودته من فرنسا... وجمع في آخر العرض بصفة مسقطة أطنب فيها بالمباشراتية سلسلة من المواعظ والإرشاد لحب الوطن ...."لاهكة ولا هكة" ليست بالمسرحية وليست بالعرض الفني الذي يمكن عرضه. هي حكايات ليوميات السعدي البسيطة التي لا تستدعي لا توثيق ولا رمزية، تخللها بعض الإشارات لظواهر إجتماعية اعتبرها السعدي مواضيع جادة وصلت الى حد "التفاهات" وساهم حضوره التلفزي في جلب الجمهور ولكن للأسف لم يحافظ على هذه الصورة على الأقل في شكلها لأن حضوره التلفزي بدوره مثيرا للجدل في مضمونه رغم أنه نقد البرامج التلفزية في عرضه قائلا "عنا مشكل في التلفزة التونسية من يوافقني فليصفق ...أنتم تشاطرونني الرأي انعديو في التفاهة وماناش نحكيو على قضايا مهمة مثل العنصرية وغيرها" وحول تعبيره هذا استفسرته "الشروق"خلال الندوة الصحفية إن كان ما يقوم به في التلفزة يندرج ضمن هذه التفاهة أم في عمق المواضيع فقال " أنا أقدم في منوعة ترفيهية كل يوم أحد ولا أقدم في برنامج ثقافي وبالنسبة لحضوري في مسلسل "أولاد مفيدة فأنا ممثل لا غير واسمع هتافات الشعب الذي يحبني خارج المسرح "، وحول رأيه فيما قاله المسرحي أنور الشعافي عنه أجاب السعدي " أنا لم ادعي أني مسرحي ولا ما أقدم فيه مسرحا فما اقدمه ليس بالمسرحية هو نوع من الإستعراض مزيج بين الوان مان شو والستاندآب وعندما أقدم مسرحية يمكن ان تطرح مثل هذا السؤال فلا زلت غير متمكن من المسرح وأفتقر إلى بعض القدرات والمؤهلات التي تجعلني أنجز مسرحية " وفي رده عن السؤال الثالث ل"الشروق"المتعلق بمشاركته في مهرجان قرطاج إن كان قدم ملفا في الغرض أو هيئة المهرجان دعته للعرض أو هناك علاقة خاصة حسمت في الأمر خاصة أنه جرت العادة أن تقع برمجة عرض معروف أو فنان صاحب مسيرة كبرى ؟ أجاب السعدي في توتر وتشنج " إدارة مهرجان قرطاج هي التي وجهت لي الدعوة للعرض ومن المفروض سؤالك تتوجه به لهذه الإدارة فهي التي ستجيبك ". واتسمت ردود السعدي على بقية أسئلة الإعلاميين بالتوتر لأنها لم تكن ترضي غروره مما جعل مخرج العرض سامي منتصر يتهكم أحيانا خفية ويملي على السعدي إجابات قبل أن يقرر مقاطعة الندوة الصحفية والخروج غاضبا صحبة السعدي وسط الحراس الشخصيين الذين دفعوا الجميع بعنف وخرجوا من الباب الخلفي للمسرح وسط استياءات الإعلاميين والجماهير التي بقيت تنتظره ولم تصدق أنه غادر المسرح ، حتى ان المحامي المعروف محمد عروس اعترض السعدي صحبة بناته طالبا التقاط صورة معهن فتجاهله السعدي ودفعه حراسه في تصرف زاد من موجة إستياء الحاضرين وفي خيبة ظنهم تجاه واحد من بين ممثلينا المتميزين وبدا على الركح ممثلا في كل شيء ولكن برزت حقيقته في الكواليس.