هوفنان ذوصوت عذب اصيل عرفه الجمهور باللون الطربي والقدود الحلبية لكنه اعتاد التمعش من انتاجات كبار المطربين الشاميين ليعتلي ركح قرطاج مرة اخرى وهويجتر القديم... هوالفنان السوري نور مهنا احيا حفله ليلة أمس الأول في اطار الدورة 55 من المهرجان . تونس (الشروق) لا يمكن ان يختلف اثنان في تميز وقوة وجاذبية صوت الفنان نور مهنا الذي اختص في اللون الطربي وبالرغم من تمتعه بهذه الطاقة الصوتية الضخمة الا انه شحيح في انتاج اعمال خاصة به فهوعرف بإعادة اغاني غيره كوديع الصافي وصباح فخري وغيرهم من كبار الفنانين في المشرق ... هذا التوجه الذي اختاره نور مهنا اعابه عليه الجمهور الذي حضر بأعداد كبيرة للاستمتاع بصوت منحدر من جبال الشام وان كان الجمهور استمتع بتلك الأغاني التي طالما رددها هذا الفنان على ركح قرطاج على غرار «يامالي الشام « و»ابعثلي جواب «و»يا شادي الألحان» وغيرها من القدود الحلبية التي ارتحل على متنها الجمهور الى ذاك الزمن الجميل الا انه انتظر ايضا من هذا الفنان ان يطربه بإنتاجات جديدة خاصة به وهومالم يجده في تلك السهرة . فلا يكفي ان يكون الفنان صاحب صوت جميل فهومطالب ايضا بانتاج اغان خاصة به ليكون جاهزا لمسرح قرطاج وغيره من المهرجانات الدولية الكبرى. الحفل انطلق في حدود الساعة العاشرة ليلا وهوايضا من الفنانين الذين استسمحوا الجمهور للوقوف دقيقة صمت ترحما على الرئيس الراحل معزيا الشعب التونسي في هذا المصاب متمنيا لهم عيد اضحى مباركا مستحضرا سوريا الجريحة التي قال انها مغروسة في وجدانه وفي وجدان كل عربي شريف. هي سهرة كان عنوانها الطرب امنها عدد كبير من العازفين التونسيين بقيادة المايستروراسم دمق وحقق فيها نور مهنا المتعة والإنتشاء لجمهوره الذي غنى ورقص وتسلطن على ايقاع ذاك الصوت وتلك الموسيقى والكلمات التي تربت على وقعها اجيال غنى مهنا «الي ملك قلبي « و»ضحك الزمان وضحك ليا «و»ان كنت ناسي أفكرك « و»ربة الوجه الصبوح «و»وحشتني « .... وان غنى نور مهنا لغيره ليلة امس الأول الا انه استطاع ان ينفض الغبار على بعضها وأحياها من جديد وتفنن في آدائها بأسلوبه الذي احبه الجمهور فصفق له طويلا. ومن بلاد الشام انحدر الى بلاد الاهرامات وغنى نور مهنا لأم كلثوم «حبي ايه الي انت جاي تقول عليه «و»كلي ده كان ليه « لمحمد عبد الوهاب و»امتى حتعرف انت « لأسمهان. ورغم ان الفنان لم يأت بجديده لجمهوره الا انها كانت ليلة الطرب بامتياز في زمن شحت فيه الأغنية الراقية والصوت العذب الجميل واستطاع نور مهنا ان يهدي جمهوره على امتداد ساعتين من الزمن مقامات شرقية ممتعة وصوت ثابت جمع بين القوة والعذوبة.