سباق محموم على الرئاسة في تونس... عشرات المرشحين الى حد تحول فيه الأمر الى مهزلة وكثير من الترشحات هي الان محل تندر على شبكات التواصل الاجتماعي... صحيح ان القانون يتيح لكل مواطن الترشح لمنصب رئيس الجمهورية وصحيح ان الفرصة يجب ان تتاح للجميع لكن لا يجب ان يتحول الأمر الى مشهد من مشاهد التشليك. الحق في الترشح لا يعني ان نهين منصب رئيس الجمهورية ولا يعني ان يتحول الى مجرد منصب عادي في الدولة. لقد عاشت تونس بعد سنة 2011 مهازل كثيرة وتم فيها التطاول على الدولة وضرب هيبتها واتى من حول رئاسة الجمهورية الى كاراكوز وفتح قصر قرطاج امام الدعاة المتطرفين وعبثوا حينها بكل شيء وللأسف عادوا ليترشحوا من جديد. الغريب ان اغلب الذين ترشحوا في الانتخابات السابقة عادوا وترشحوا من جديد لم يستوعبوا بعد ان الشعب حينها رفضهم ولم يصوت لهم والغريب أيضا ان هؤلاء الذين فشلوا سابقا لم يقدموا حينها برامج وتصورات حول كيفية حكمهم والآن يترشحون من جديد دون برامج ودون أهداف. في كل الحالات يجب ان يتغير النظام الانتخابي في تونس ويراجع بعمق ليس فقط بالنسبة الى الانتخابات الرئاسية بل أيضا في الانتخابات التشريعية فنظام القائمات نظام غير عادل ونظام متسلط لا يمكن الناخب والمواطن من اختيار من يمثله في البرلمان ومن يدير الدولة ...نظام يفرض على الناخب اختيار قائمة كاملة من الاسماء ... هناك أطراف من مصلحتها ان يتواصل اعتماد هذا النظام الانتخابي حتى تحافظ على وجودها داخل مربع الحكم لذلك تتصدى بقوة لكل محاولة لمراجعة النظام الانتخابي وإصلاحه. تونس تحتاج اليوم الى إصلاحات عميقة وتحتاج من المترشحين الجديين الى برامج واضحة واهداف يمكن ان تتحقق حتى لا تضيع من عمر التونسيين خمس سنوات اخرى.