مكتب الساحل (الشروق) في إطار فعاليات الدورة الثامنة والأربعين لمهرجان المنستير الدولي قدم الفنان وسيم المحيرصي ليلة أول أمس الخميس عرضه "ميقالو شو". العرض حضره جمهور غفير اغلبه من الأطفال والشبان امتلأ بهم فضاء قصر الرباط. لكن الخيبة أيضا أثناء العرض وبعده كانت كبرى لان ما قدمه الفنان لم يرتق إلى أي نوع من أنواع الفن إذ لم يكن مسرحا ولا غناء ولا تنشيطا ولا أي شيء مما يعرض على المسارح ...ويمكن القول إن ميقالو كان " يهز من الجابية يحط في الخابية " في غياب تام لنص واضح المعالم أو لمواقف هزلية مترابطة يجمع بينها قاسم مشترك. ميقالو اعتمد أثناء العرض على الحركة أكثر من التركيز على الأداء والإقناع فبدأ على الركح مضطربا خاصة ان بعض الشبان قابلوا أداءه بالتصفير في أكثر من مناسبة والبعض الآخر خير الانسحاب أثناء الحفل. تعرض وسيم في "ميقالو شو " إلى عديد المواضيع التي لم تكن ذات أهمية ولم تضحك الجمهور كذلك الشخصيات العربية التي اختارها " المغربي أو الجزائري " كان استعراضها باهتا فكان العرض في نهاية الأمر " اخذا من كل شيء بطرف " . ولعل ميقالو وفي إطار حرصه على تشريك الجمهور في العرض ودفعه إلى التفاعل معه اعتمد على بعض الأغاني الإيقاعية راب ومزود " واحتلت هذه الفقرة حيزا زمنيا كبيرا فأخرج العرض من سياقه. إذ لم يعد المتلقي يدرك ان كان بصدد متابعة عرض مسرحي من نوع ألوان مان شو أو عرض موسيقي أو تنشيط رعواني .. وسيم المحيرصي فنان شاب اشتهر في تقليد أصوات بعض الشخصيات وكان حضوره التلفزي لافتا للأنظار مما جعله محبوبا لدى الجميع غير أن هذا الحضور لا يمكن في أي حال من الأحوال أن ينتج فنانا مسرحيا متميزا وعليه لابد لميقالو أن يراجع نفسه واختياراته وان يعمل بحرفية اكبر بدءا باختيار النص الهزلي الراقي وصولا إلى كيفية التحرك على خشبة المسرح .