ما تزال استقالة مراد بوعصيدة من رئاسة الجمعية النسائية بصفاقس تطرح اكثر من نقطة استفهام خاصة وان الرجل حقق نجاحات غير مسبوقة في ظرف وجيز جدا حيث قاد الفريق للتتويج بأربعة ألقاب وخوض نهائي بطولة افريقية. «الشروق» حاولت توضيح اسباب هذه الاستقالة في الحوار التالي مع مراد بوعصيدة : اولا كيف يقيّم مراد بوعصيدة مدة رئاسته للجمعية وهل تعتبر انك حققت ما جئت من اجله ؟ عندما تقدمت لرئاسة الجمعية النسائية بصفاقس قبل 3 سنوات من الآن كانت لدي فكرة وتجربة في التسيير وكانت عندي عديد الافكار والمشاريع التي اردت ان انفذها في الجمعية وأردت حقيقة ان اجعل من صفاقس قوة في هذه الرياضة واظن ان النتائج والارقام تتكلم وحدها وتؤكد ان ما فعلناه في 3 مواسم قد تعجز جمعيات اخرى عن بلوغه في عشرات السنوات وقد أدخلنا الجمعية للتاريخ وربما كان الكثير من الصفاقسية لا يسمعون حتى بوجود هذه الجمعية التي اصبحت مصدر فخر لهم وادخلت الفرحة اليهم من خلال التتويجات العديدة التي تحصلنا عليها. ما الذي كنت تريد انجازه في الجمعية ولم تنجزه ؟ لقد كنت افكر في مستقبل الفريق دائما وكيف يمكن تطويره وتحسين ظروفه وصراحة كنت اريد بعث اكاديمية لتكوين اللاعبات الناشئات وكنت اطمح لإنشاء قاعة خاصة بالجمعية تحتضن على الاقل تمارين مختلف اصناف الفريق وكنت اريد ان نقتني حافلة خاصة بالجمعية لان ما عشناه طيلة 3 مواسم من تعب وارهاق ومصاريف في التنقلات والبحث عن قاعة للتمارين وللمقابلات ارهقنا واصعب من ان نحتمله بمفردنا وتصوروا ان هذه الانجازات حققناها وفريقنا ليس لديه قاعة مغطاة وقد اجتهدت وانشأنا ملعبا للتمارين لفريق الصغريات في معهد الشيحية وكلفنا ذلك 20 ألف دينار كما كنت اتكفل بمصاريف دراسة جل اللاعبات حتى يتمكنّ من التدرب معنا في راحة وكنا نساعد كل من يستحق المساعدة وهذا ايمانا منا بأن خدمة كرة اليد النسائية يتطلب منا تقديم كل ما نستطيع تقديمه ولم نبخل باي شيء على الفريق. هل ان الاستقالة نهائية وهل يمكن ان تحدثنا عن الاسباب الحقيقية لهذا القرار؟ لقد تحملت اكثر من طاقتي ولم اكن اطلب اي دعم رغم انني لم اسمع الا الوعود ولكن ما حز في نفسي هو التجاهل الذي تتعامل به معنا السلط الجهوية سواء البلدية او الولاية وكأن الجمعية لا تعنيهم ولم تبادر اية جهة بتكريم الجمعية بعد اي تتويج نحصل عليه وتصوروا ان قيمة الدعم المتأتي من كل الهياكل لا تغطى الا 5 بالمائة من مصاريف الجمعية وهذا ايضا غير مقبول فقد وعدتنا السلط المحلية بمضاعفة المنحة التي لا تتجاوز 10 آلاف دينار ولكن حتى هذا المبلغ لم نحصل عليه رغم انقضاء الموسم وكما قلت طموحات الجمعية كبيرة والموارد قليلة جدا ولامبالاة المسؤولين الجهويين اجبرتني على ترك المسؤولية والاستقالة. سمعنا انك سرّحت جميع لاعبات الفريق ؟ نعم لقد مكنت قرابة 8 لاعبات من وثائق المغادرة وسمحت لهن بالبحث عن فرق اخرى لأنني متأكد انهن لن يجدن العناية التي كنّ يحظين بها في الجمعية ولا اريد ان اكون سببا في تهميش اية لاعبة وللتذكير فقط انا عندما تسلمت الجمعية وجدت لديها بعض الديون وقد سوّيتها وقمت بانتداب ما لا يقل عن 10 لاعبات لفريق الكبريات من افضل ما هو موجود على الساحة وبذلك اصبح لدينا فريق قادر على المنافسة على الألقاب. وانا اتمنى ان يأتي رئيس جديد يقود الجمعية وقد تركنا له اسما كبيرا ومستعد دائما لتقديم الدعم. هل يمكن القول ان علاقتك بالتسيير قد انتهت ؟ ولعي بالرياضة ليس له حدود وقد تجدونني عما قريب في خطة جديدة وفي مهمة اخرى أخدم من خلالها كرة اليد. هل يمكن ان توضّح اكثر وهل تقصد الجامعة مثلا ؟ نعم لقد كسبت علاقات كبيرة من تجربة التسيير الرياضي ولدي خبرة في ادارة الاعمال و ثقة تامة في قدرتي على النجاح في تسيير هيكل مثل جامعة كرة اليد. هل تفكر في الترشح للانتخابات القادمة في 2020 ؟ نعم الفكرة موجودة وهناك عديد الاطراف التي تتصل بي وتشجعني على تكوين قائمة والتقدّم لرئاسة الجامعة وانا على يقين من انني ان فعلت سأفوز بالانتخابات مهما كان اسم المنافس. كيف هي علاقتك بالرابطة النسائية والمكتب الجامعي ؟ بالنسبة لي خلال 3 مواسم من التسيير لم اجد اي تشجيع من اي هيكل بل على العكس المكتب الجامعي والرابطة وضعا العراقيل في طريقي ونحن لم نربح اية قضية او احتراز تقدمنا به للرابطة او الجامعة وحتى في بطولة هذا الموسم فقد سعت الرابطة النسائية الىى الانحياز للإفريقي ، الذي كان يستحق بطولته، ولكن لم يكن هناك عدل او حياد من الهيكلين تجاه فريقنا ومع ذلك كنا في المستوى المطلوب كلما طلبوا منا امرا.