ارتفع العجز التجاري لتونس، خلال الأشهر السبعة الأولى من سنة 2019، الى 11163,8 مليون دينار مقابل 9946,5 مليون دينار خلال الفترة ذاتها من 2018، مدفوعا بزيادة مشتريات البلاد من المواد المكررة ومن الغاز الطبيعي وفق بيانات نشرها المعهد للاحصاء مؤخرا. وفسر المعهد، في نشرية التجارة الخارجية بالأسعار الجارية لشهر جويلية 2019، هذا الارتفاع بتطور الصادرات بنسبة 13,2 بالمائة (26703,4 مليون دينار) والورادات بنسبة 12,9 بالمائة (37867,2 مليون دينار). وسجلت نسبة تغطية الواردات بالصادرات تحسنا طفيفا 0,2 نقطة مقارنة بالأشهر السبعة الأولى من سنة 2018، حيث بلغت 70,5 بالمائة مقابل 70,3 بالمائة. وفسر معهد الاحصاء ارتفاع عجز الميزان التجاري بتسجيل عجز مع بعض البلدان على غرار الصين (3466,1 م د سلبي) وإيطاليا (1786,4 م د سلبي) والجزائر (1707 م د سلبي) وتركيا (1502,6 م د سلبي) وروسيا (853 م د سلبي). في حين سجلت المبادلات التجارية فائضا مع العديد من البلدان الأخرى وأهمها فرنسا بما قيمته 2538,9 م د وليبيا 775,1 م د والمغرب 290 م د. وأبرزت النتائج انخفاض مستوى عجز الميزان التجاري دون احتساب الطاقة الى حدود 6996,6 م د علما أن العجز التجاري لقطاع الطاقة بلغ 4167,3 م د (أي ما يعادل 37,3 بالمائة من العجز الجملي) مقابل 3238,2 م د خلال نفس الفترة من 2018 . ولفت المعهد الى تحسن صادرات تونس، خلال الأشهر السبعة الأولى من 2019، بنسبة 13,2 بالمائة ( 10182,0 م د) مقابل 23,3 بالمائة في الفترة ذاتها من2018 (12,5 بالمائة خلال الستة أشهر من 2019). وناهزت قيمة الصادرات 26703,4 م د مقابل 23580,1 م د في 2018. وأرجع هذا التطور الى ارتفاع نسق صادارت جميع القطاعات على غرار الطاقة بنسبة 23,5 بالمائة ووقطاع الفسفاط ومشتقاته (22,7 بالمائة) وقطاع الصناعات الميكانيكية والكهربائية (18,9 بالمائة) وقطاع النسيج والملابس والجلد (11,1 بالمائة) وقطاع الصناعات المعملية الأخرى (22,1 م د). وسجلت صادرات قطاع المنتوجات الفلاحية والغذائية، في المقابل، انخفاضا بنسبة 13 بالمائة نتيجة التراجع المسجل في مبيعات زيت الزيتون (886,3 م د مقابل 1471,7 م د). وقد تطورت الواردات بنسبة 12,9 بالمائة، مقابل 20,8 بالمائة في الفترة ذاتها من 2018 (14,6 بالمائة خلال 6 أشهر من 2019). وبلغت قيمة الواردات 37867,2 م د مقابل 33526,6 م د سنة 2018. ويعود هذا التطور الى ارتفاع واردات جل القطاعات منها مواد الطاقة بنسبة 27,3 بالمائة نتيجة الزيادة في مشتريات الغاز الطبيعي (2112,8 م د مقابل 1113,1 م د). كما سجلت الواردات تحسنا على مستوى مواد التجهيز بنسبة 18,3 بالمائة والمواد الفلاحية والغذائية الأساسية بنسبة 16,2 بالمائة والمواد الأولية والفسفاطية بنسبة 7,6 بالمائة والمواد الاولية ونصف المصنعة بنسبة 5,5 بالمائة. وسجلت الصادرات التونسية مع الإتحاد الاوروربي (74,6 بالمائة من جملة الصادرات) تطورا إيجابيا بنسبة 15,7 بالمائة. ويمكن تفسير هذا التطور بارتفاع الصادرات مع بعض الشركاء الأوروربيين، على غرار ألمانيا بنسبة 24,2 بالمائة وفرنسا بنسبة 13,3 بالمائة وايطاليا بنسبة 15,9 بالمائة. من ناحية أخرى، تراجعت الصادرات التونسية نحو بلدان أوروبية أخرى على غرار إسبانيا بنسبة 14,3 بالمائة وبصفة أقل مع البرتغال (0,8 بالمائة). على الصعيد العربي، تبرز النتائج ارتفاع الصادرات مع ليبيا بنسبة 46,5 بالمائة ومع الجزائر بنسبة 23,6 بالمائة ومع المغرب بنسبة 18,6 بالمائة.