في نطاق الاحتفالات الأسطورية بعام المائوية برمج الترجي كما هو معلوم جُملة من التظاهرات الرسمية والشعبية وقد امتدّت الأفراح من تونس إلى بقية بلدان العالم مثل فرنسا وكندا وألمانيا وقطر والإمارات...وغيرها. وفي السّياق نفسه دخلت الهيئة المديرة للجمعية في مُفاوضات "مَاراطونية" مع عدد من الجمعيات "العِملاقة" في أوروبا قصد اقامة مباراة "استعراضية" من الوزن الثَقيل تخليدا لهذه اللّحظة التاريخية. وقد وقع تداول أسماء عدة أندية مثل "البرصا" و"أتليتيكو مدريد" و"جوفنتس" وأخيرا وليس آخرا "روما". ولئن يُرحّب شق واسع من الأحباء بهذه القمّة الموعودة في ضيافة شيخ المائة عام فإن عددا من أنصار الفريق أظهروا موقفا مُغايرا ويستحق الكثير من الاحترام والتَقدير. ويؤكد أصحاب هذا الرأي أنّهم يُفضّلون استقبال شقيقهم وشريكهم في الاسم والألوان "ترجي واد النّيص" المُرتبط مع الترجي التونسي بإتّفاقية توأمة. ويظنّ أصحاب هذا الموقف النبيل بأن مُلاقاة الأشقاء الفلسطينيين يكتسي رمزية كبيرة خاصّة أن تونس عُرفت بدعمها غير المشروط ل"القضية الأم". ولا يخفى أيضا بأن ترجي فلسطين كان قد نزل في وقت سابق ضيفا مبجّلا مُكرّما على الترجي التونسي وكان من المُقرّر أن يتقابل الناديان في لقاء "تَضامني" مع أشقائنا في حَربهم اليومية ضد الآلة الصهيونية غير أن بعض الظروف "القاهرة" حكمت على تلك المواجهة الكروية بالتأجيل وسط غضب الجماهير الترجية التي تطالب إلى حدّ السّاعة بإستقبال ثان ل"ترجي واد النيص". ولاشك في أن الحملات التي أطلقها شق من أحباء الترجي بهدف استقبال الفلسطينيين بدل مواجهة الأوروبيين تعكس عُمق التضامن التونسي مع "القضية الأولى" في الوطن العربي. كما أنها تؤكد الوعي الكبير للجمهور العارف بأن استقبال شيخ المائة سنة لأحد "عمالقة" القارة العجوز لن يكون بالمستحيل ولا بالأمر الجديد على الفريق الذي كان قد لعب من قبل ضدّ "أولمبيك ليون" و"باريس سَان جرمان" و"روما"... ومن المعلوم أيضا أن استقبال فريق أوروبي قد يكلّف مصاريف كبيرة خاصة أن هذه الجمعيات عادة ما تشترط الحصول على بضعة مليارات وجملة من الضمانات لإجراء مِثل هذه المباريات الاستعراضية والتي يغلب عليها البَهرج. وعموما يبعث الموقف الداعي إلى مواجهة الأشقاء الفلسطينيين على الاعتزاز. كما أنه من حق الحالمين بإستقبال "عملاق" أوروبي الدفاع عن رأيهم لأن الكرة ترتكز على منطق الاختلاف الذي لا يُفسد للودّ قضية.