أسدل الستار منذ أيام عن الدورة 36 لمهرجان قابس الدولي دورة تنبأ بنجاحها عديد الملاحظين والإعلاميين ومتابعي الشأن الثقافي لقيمة وثراء عروضها المبرمجة، وفعلا كانت دورة إستثنائية بإمتياز. محمد صباح مجيد أستاذ وكاتب صحفي إعتبر الدورة 36 أكبر دورة عرفها مهرجان قابس الدولي في العشرية الأخيرة سواء من حيث عدد العروض الدولية أو من حيث الإقبال الجماهيري حيث أقيمت بعض العروض المسرحية والموسيقية بشابيك مغلقة...وهذا مؤشر على أن العروض قد استجابت لمختلف الأذواق..ولعل ما يجيز التنويه بعمل الهيئة المديرة الندوة التي أقامها المهرجان تحت عنوان «قابس سبعون سنة من السرد» والتي أثثتها نخبة من أعلام النقد الروائي في تونس وفيها تتطارح المحاضرون والحاضرون سرٌ تورٌد السرد في هذه الربوع...على أن ضخامة العروض والرغبة في تلبية كل الأذواق قد أكدا مرة أخرى ضرورة التعجيل ببناء مسرح هواء طلق يليق بقابس وبهمٌة مثقفيها الذين أناروا ساحات مدينتهم وجاب إبداعهم آفاق هذا الوطن ..لا يفوتني أن أترحم على فقيد الرواية العربية محمد الباردي «القابسي» حتى النخاع. نبيل الزيتوني صحفي ومراسل إذاعة «إيليس جربة» بقابس قال: إنطلقت الدورة السادسة والثلاثين لمهرجان قابس الدولي بآمال عريضة من الجماهير استمدتها من البرمجة الثرية على المستوى المحلي والدولي رصدت لها هيئة المهرجان ميزانية ضخمة تجاوزت المليون دينار وحرصت من خلالها على استقدام أسماء رنانة لتزيد من صيته بين نظرائه. وكان الجمهور في الموعد بأعداد غفيرة سواء في العروض الفنية أوالمسرحية مؤكدة ضرورة توفير مسرح جديد يليق بتوافدها الكبير إلا أن عددا من الأسماء المعروفة لم تحترمهم بتقديمها لسهرات باهتة لم تتجاوز الساعة من الزمن على غرار حفلة الفنان الجزائري algerino. وفي المقابل كانت بعض الأسماء الأخرى وفية لسمعتها مثل الفنان العربي وائل جسار وعرض الزيارة الذي أمتع الحاضرين لتثبت هذه الدورة رغم زلاتها في مايخص عدم توفير مكان لائق بالصحفيين مثلا، تطورها عن سابقاتها في إنتظار قادم أفضل على وقع شعار الدورة «وتستمر الخطى..إلى ما نريد». مهرجان قابس شهد قبل انطلاق الدورة صدور بيان لنقابة الصحفيين فرع الجنوب الشرقي بعد رفض هيئة المهرجان وتحديدا المكلف بالاعلام، إعطاء بطاقات إعتماد للصحفيين من خارج الولاية لتغطية فعاليات المهرجان، بتعلة أنه المهرجان جهوي الى جانب إثارته للنعرات الجهوية، كما طالب الصحفيين المعنيين بتقديم مطالب في العروض التي ستتم تغطيتها ليتم النظر في إمكانية ذلك من عدمه، وفق ما أكدته عضو المكتب التنفيذي الموسع لنقابة الصحفيين والمكلفة بالشؤون المهنية والإجتماعية بفرع الجنوب الشرقي للنقابة «هندة رزق»، مشيرة الى أن التعامل مع أهل القطاع من الصحفيين لم يرتق إلى المستوى المطلوب إذا ما قارنه بتاريخ وعراقة المهرجان ،ولم تتحمل هيئة المهرجان مسؤوليتها الأخلاقية في توضيح ما صدر عن مكلفها بالإعلام، خاصة وأنه عمد الى نعت بعض الصحفيين «بالأغبياء» على الصفحة الرسمية للمهرجان، وما كان من الهيئة إلا أن سحبت التدوينة دون تبرير أو توضيح أو اعتذار !، وهوما يطرح أكثر من تساؤل ؟