لكي تكون شاعرا عظيما يجب أن تكون صادقا ولكي تكون صادقا يجب أن تكون حرا، ولكي تكون حرا يجب أن تعيش ولكي تعيش يجب أن تخرس... بهذه الكلمات لخص الكاتب المسرحي والشاعر الخالد محمد الماغوط حياته كاملة رجل امتهن الحرف ووجد متعة في الاحتراق بلهيبه... حمل على كاهله هموم الوطن العربي وقضاياه وآماله وأحلامه وآلامه. هو محمد الماغوط الذي صنع الحدث سنة 1979 بإبداع مسرحي استثنائي «على نخبك يا وطن» نص مسرحي صادم في مضمونه إنه واقع مرير يكشف عنه. جاءت مسرحية «على نخبك يا وطن» صرخة مبدع في وجه الإحساس بضعف الوطنية لدى الإنسان العربي... دعوة إلى التمرّد والانتصار للإرادة الحرة... وجدت «على نخبك يا وطن» في خلدون المالح خير قارئ ركحي لهذا النص الذي اختار بدوره دريد لحام لاعبا رئيسيا فيه إلى جانب مجموعة من رواد الفعل المسرحي الجاد في سوريا: حسام تحسين بك وعمر حجو وصباح الجزائري وسلمى المصري وشاكر بريحان. بعد عرض أول في سوريا حطت «على نخبك يا وطن» الرحال في تونس لأول مرة من خلال عرض استثنائي على ركح مهرجان قرطاج الدولي كان ذلك في صيف 1979. في ذلك العرض كتب دريد لحام أروع قصة اعتزاز بالإنسان العربي وإرادته الحرة وفخره بالانتماء إلى العروبة. عرض صدح فيه لأول مرة دريد لحام بالأغنية الشهيرة «باكتب اسمك يا بلادي» أغنية تلقتها الأصوات الغنائية في كامل أرجاء الوطن العربي... «على نخبك يا وطن» قراءة إبداعية استثنائية للواقع العربي... وهذا سرّ خلودها.