سيدي بوزيد «الشروق»: تحت قمة جبل قرية طرزة (TRAZZA) المهمشة والمهملة والمنسية التابعة ترابيا لمعتمدية حفوز القيروانية والحدودية مع ولاية سيدي بوزيد هناك اشياء غريبة تحدث في هذا الجبل : بخار يتصاعد بين الكهوف ولكن لا شيء يوحي بجودة المكان وكنوزه المخفية في باطنه ولا يعلم سرها غير الطبيعة التي أنشأت عبر الزمن كهوفا ونحتتها صخورا تنفث بخارا بدون أثر للمياه الطبيعية الباطنية.. بخار انفرد بحوزته سر علاج آلام المفاصل والانف والحنجرة هناك.. نعم هكذا تحدث أهالي قرية طرزة وزوارها عن حمام الاستشفاء.. نعم هو حمام استشفائي لا يمتلك مواصفات باقي الحمامات في بلدنا ومع ذلك اكتسب شهرة كبيرة فصار مقصد ومطمع العديد من التونسيين والدول المجاورة والبعيدة ايضا طلبا للعلاج والسكينة والتمتع طيلة فترة النقاهة بهواء الجبل العليل الصافي النقي، فبعد نحو 233 درج متآكل صعودا للوصول للمكان حيث يقضي الزائر نحو نصف الساعة تقريبا متعبة فتكاد تنقطع أنفاسه نظرا لصعوبة علو هذا المسلك ووعورة المكان، ولكن ما إن تصل اليه ستنسى تعب السنين بعد الانبهار بجمال الطبيعة الخلاب من أعالي الجبال المطل على الحقول الشاسعة. فالحمام يا سادة سوى مغارة صخرية فسيحة تقبع أسفلها فجوة عميقة مظلمة ينبعث منها بخار كبريتي ساخن من بين الصخور فيتم نزول الزائر الى قاعها عبر سلم طوله حوالي ثلاثة أمتار أو أكثر ليمكث فيها الزائرون من المرضى أقل من ربع الساعة وسرعان ما تتعرق أجسادهم بمفعول حرارة البخار الذي أظهر نجاعة ومزايا استشفائية عالية وفق شهادات المرضى بمختلف الاعمار شيبا وشبابا. فالإقامة بهذا المكان بامكانها ان تمتد الى حدود 3 أسابيع حيث خصص المجلس الجهوي لولاية القيروانمساكن للكراء ولكن المؤونة على نفقات الزائرين ، فما ينقص هذا المكان هو الدعاية الاعلامية بشتى انواعها ليصبح بالفعل وجهة للسياحة الطبيعية والبيئية ولكن يجب ايضا القيام بعديد الاصلاحات والتحسينات من حيث البنية التحتية واحداث محلات تجارية واشياء اخرى حتى تصبح هذه المساحة الترابية في الاخير ذات قيمة مضافة الى المنتوج السياحي في تونس. حيث علمنا مؤخرا بأن هذا الحمام الاستشفائي اصبح محل اهتمام عديد المستثمرين الاجانب بهدف احداث محطة استشفائية بعد اجراء دراسة هندسية معمقة في هذا المجال.