تونس (الشروق) ولد الشيخ الإمام والعالم والمفكر أحمد بن يوسف التيفاشي سنة 1184 بقفصة وتوفي بالقاهرة سنة 1253 ودفن بمقبرة الصوفية إلى جانب ابن خلدون وابن منظور وينحدر شيخنا الجليل من جذور جزائرية وولد وترعرع بقفصة في وسط عائلي مثقف فوالده يوسف كان علامة وقاضيا وأعمامه من واضعي الشعر وتعلم «أبو العباس أحمد» أصول اللّغة وثوابت العلم والمعرفة والدين على كبار شيوخ قفصة وظهرت عليه مواهب النبوغ المبكرة ولإثراء معارفه توجه في سنّ العشرين إلى الشرق وعاش تباعا بالقاهرة بمصر وحلب بسوريا والموصل بالعراق وبعدها بلاد الفرس وأرمينيا وفي هذه البلدان اختلط «التيفاشي» بالكثير من أعلام العلماء والأدباء لتنويع موسوعته المعرفية وواظب على الاعتكاف بالمكتبات للإطلاع على نفائس الكتب واستقرّ نهائيا بالقاهرة سنة 1242 م. وانكبّ على تأليف خلاصة معارفه وعلمه وبرحيله ترك اثارا تأليفية موسوعية لعلّ أشهرها سرور النّفس بمدارك الحواس الخمس – الشفا في الطب وأزهار الأفكار في جواهر الأحجار وغيرها كثيرة ومتنوّعة المواضيع كالطب – الجيولوجيا – علم النبات – علم الفلك وعلم الحيوان وغيرها ممّا أهله ليكون مرجعا دقيقا للعلماء والدارسين من العرب والأجانب ووقعت ترجمة أعماله إلى اللّغة اللاتينية والأنقليزية والإيطالية وعاش العالم أحمد التيفاشي القفصي حياة مادية ميسورة بفضل تخصّصه في تجارة الأحجار الكريمة التي خبر أصنافها وأسعارها ومواقعها من خلال رحلاته العلمية.