الكاف الشروق: بين التسرع في برمجة المهرجانات والتأخر في ضبط برامج أخرى، عرفت المهرجانات الصيفية التي تمت برمجتها بولاية عزوفا وغضبا للجمهور بعد أن طغت عليها الرتابة وهشاشة البرامج . و ما شد الانتباه خلال الصائفة الحالية هو تركيز الجهات المعنية بالشأن الثقافي على الدورة الرابعة و الأربعين لمهرجان بومخلوف و الأولى دوليا في تاريخه ، ورغم انطلاق المهرجان بسهرة قيمة للفنان صابر الرباعي ثم عرض مسرحية « بيق بوسا « لوجيهة الجندوبي إلا أن تعطل البرمجة بسبب وفاة الباجي قائد السبسي غيب بعض العروض التي راهن عليها الجمهور و هما عرضي « لا لجيرينو و فيصل الصغير « ليتم تعويضهما بالنوبة لسمير العقربي مع المحافظة على عرض الزيارة لسامي اللجمي ليوم الأحد 18 أوت . وفي إطار المقارنة مع برمجة مهرجانات لجهات مجاورة مثل مكثر أبدى الجمهور استياء كبيرا و تحول العديد من أهالي الكاف إلى متابعة بعض العروض بهذه الجهة المجاورة مثل « لطفي بوشناق وصوفية صادق و روني فتوش...« . جمعيات بلا موارد و رغم مضاعفة ميزانية القطاع الثقافي إلى مليار و400 ألف دينار و تخصيص قرابة نصفها للمهرجانات الصيفية إلا أن العروض المدعمة بالمعتمديات قد ساهمت في تنفير الجمهور سيما انقضاء سهرات بكراس فارغة في السرس و تاجروين و نبر و الطويرف و ساقية سيدي يوسف مع غياب برمجة لمهرجانات صيفية ببقية المعتمديات لغياب جمعية ثقافية تشرف على المهرجان الصيفي . و على إشراف جمعيات ثقافية على البرامج إلا أنها جاءت بجيوب فارغة أقل ما يقال عنها أنها لجان أو نواد ثقافية انكشفت خطة المشرفين عليها بأنهم يرغبون في البروز و ممارسة التسلط الثقافي لا غير مع محاباة لبعض مرشحي القائمات الانتخابية على حساب الجمهور و المهتمين بالشأن الثقافي . أيام ثقافية بالطويرف و قد أبدى أهالي الطويرف عمق استيائهم من برمجة أيام ثقافية بعرض مسرحية « صراع « و عرض «راب « مع عرض موسيقي للفنانة زهيرة سالم ليوم الأحد 18 أوت وسط انتقادات تراوح محتواها بين العروض الفارغة و المبتذلة ، و رغم انتقاد الفنانة زهيرة سالم بالتقدم في السن و تجاوزها للزمن إلا أن أغانيها لا زالت تحافظ على كل مقومات الصوت الرخيم و الحيوي لما فيها من رحلة إلى الزمن الجميل من خلال الصورة الشعرية و الغناء التونسي الأصيل الذي يعيد المتقبل إلى زمن السبعينات على غرار أغنية « أعطيني شريبة لله و باطل يا حمة باطل و سامحني كان غلط معاك و أمي يا أمي « . تعطل برمجة مهرجان سيدي منصور و بعد أن تأخرت برمجة الدورة 25 لمهرجان سيدي منصور بالقصور إلى حدود يوم 16 أوت بعد أن اختتمت بعض المهرجانات الأخرى بما زاد في أمل الجمهور ببرمجة ثرية تقطع مع الموجود و مع العروض المتداولة مع إقحام أسماء قد ترفع الفقر و التصحر الثقافي و ضعف البرمجة إلا أن ما ورد في الدورة كان محل نقد و انتقاد من قبل الجمهور الثقافي ليكون الافتتاح يوم 19 أوت بعرض للأطفال ثم ألعاب شبابية و ترفيهية من يوم 20 إلى 22 أوت ثم عرض للفنان الشعبي عبد الرحمان الشيخاوي و هو وجه معهود في حفلات الزفاف و عرض للفنان صبري العوني و عرض محلي لمجموعة قصور هلة يوم 27 أوت و عرض مونودرام « للا البية « لأمال قاسم يوم 28 أوت و مجموعة أولاد دلولة لأغاني التراث ليكون الاختتام يوم 30 أوت بعرض للفروسية و الفنون الشعبية . غياب المسرح الجاد أما جمهور المسرح فقد انتقد بشدة برمجة المهرجانات الصيفية بمعتمديات الكاف لغياب المسرح الجاد و حضور العروض الهزيلة بصعود مجموعة أطفال على ركح المسرح الصيفي بالسرس دون إعداد مسبق للعرض و ذلك تحت إشراف مجموعة من الجمعيات بدعم من الاتحاد الأوروبي ، فلسنا ضد تشجيع الأطفال و الكفاءات الشابة لكن الفعل الثقافي مسألة حتمية تقتضي الجودة في العرض و احترام المسافات بين العارض و الجمهور إضافة إلى عروض أقل ما يقال عنها أنها « رويق بارد « بمهرجان سيدي الدهماني و نبر و تاجروين . فالجمهور انتظر عروضا راقية من شأنها معالجة القضايا الاجتماعية و السياسية بناء على مقولة « أعطني مسرحا ... أعطيك شعبا عظيما « تعيده إلى تألق الفرقة المسرحية القارة بالكاف و تعرف بتاريخها العريق و ترسخ عديد الأعمال في الذاكرة الشعبية إلا أن ما حدث تم اعتباره بمثابة « المسرح الهابط « الذي يبحث عن النكت السخيفة التي تفتقر للمضمون بما لا يستجيب لطموحات أبناء الجهة و مثقفيها و ذلك بناء على أراء الذين استطلعنا مواقفهم ، وسط تأكيد بأنهم « ليسوا خارج الساحة الثقافية كما تروج إلى ذلك الجهات المعنية و رؤساء الجمعيات المشرفة على المهرجانات بل إن ضعف البرامج هي التي نفرتهم و أبعدتهم عن القطاع الثقافي « .