قبل الموعد الرسمي للحملة الانتخابية الرئاسية، انطلق موسم بيع الأوهام بتجار متجولين يتأبطون برامج سياسية واقتصادية وديبلوماسية وأمنية يزعمون أنها ستحول وجه البلاد من حال إلى أحسن حال . وبها سيعمّ الرخاء في كل زوايا الوطن.. لا تبحث عنهم كثيرا ، فسيماهم في وجوههم من أثر الكذب ..في التلفزات بربطات عنق ألوانها زاهية يحركونها يمنة ويسرة بحثا عن الكلمات المضللة ، وأمام الميكروفونات ينفخون أشداقهم التي امتلأت بوعودهم الزائفة ويستنجدون ببالوعات صفحات «الفايس بوك» القذرة ، بمفردات خشبية يبنون بها حاضرا مشرقا ومستقبلاً ورديا .. غابت برامجهم ، وبضاعتهم كلام على كلام ، وسلاحهم بعض الانتهازيين يشكلون بطانة فاسدة يضربون بها هذا ويهتكون عرض ذاك ..تصفحوا لحظة واحدة مواقع الشبكة العنكبوتية سترون عنكبوت القذارة عشّش في بعض صفحاتها وخاصة التي يقودها الملثمون وأصحاب الأسماء المستعارة.. التعميم ربما يكون هنا جريمة. فبعضهم صادق ويحمل بين جنباته مشروعا لإنقاذ البلاد ..وعدد منهم جرب فصح . وبعضهم لم يجرب وقد يصح . وبعضهم جرب فلم يصح ومع ذلك لا يخجل في أن يقف من جديد ليقدم نفسه على أنه أفضل المرشحين في قائمة ال26 .. دعوهم يتكلمون ، فمتى استقام مع الكذابين حساب ؟ دعوهم يبعوننا وهما فلن تربح تجارتهم ولن يكونوا من الفائزين . فباعة الوهم كثر مع كل استحقاق انتخابي فما بالك باستحقاق تقدم له 97 مرشحا والفائز واحد .. في سوق النخاسة السياسية ، انتصبوا ووضعوا سلعهم الرخيصة ليشتروا صوت ناخب بسيط أوهموه بأن مستقبله أفضل من حاضره وماضيه ..مستقبله مع سياسي ولئن امتلأت جيوبه بتمويلات مشبوهة وصفحات ماضيه بالمواقف الهزيلة الضعيفة ، فدونه الجوع والعدم صديقي الناخب ..إياك إياك أن تغتر فبعضهم -بعد أن ينقض على الكرسي- سيتفنن في نهش لحم وطننا الجريح ويشرب من دمه كمصاص الدماء الذي لا يرتوي ولئن شرب كل أقداح العالم ..هم عطاشى للكراسي وسيقاتلون ذودا عن كرسي يعتلونه بما صنعت ألسنتهم ألوان الوهم والسراب ويتركوك غدا على الرصيف حائرا على مستقبل وطنك .. دعوهم يتنافسون على الكذب . ففي بلدي أصبح للكذب مراتب وسباق ومن أجله يتنافس المتنافسون ..دعوهم في نفاقهم يعمهون ، فمحاصيل كذبهم لن تنبت نخيلا ولا زيتونا ولا زهرا ..بل محاصيلها سراب ونهاية كذب .. بللوا أصابعكم بماء الوطن واختاروا رمز وحدة الدولة الضامن لاستقلالها واستمراريتها والساهر على احترام دستورها..استفتوا قلوبكم فسيظهر الحق من وراء 26 مرشحا يتهافت بعضهم على الكرسي كالباحث عن قطرة ماء في صحراء قاحلة .. اتركوا باعة الوهم عطاشى ..فبعضهم سيموت ظمأ في صحراء السياسة القاحلة ولن يعود إلى قائمة ال26 ...