بقلم صلاح الدين العبيدي *** سواسية نحن في البؤس يا عرب!... يا كل العرب، والفاجعة الكبرى أننا جميعافي نفس المركبة وليس منا من متخلّف فإما أن نغرق معا أو نتمرّد على شبه هذه «المقادير» التي وضعوا لنا فننجو معا!... الطريق طويل ومحفوف بالمخاطر ومحطات التوقف للتأمل والمراجعة اجبارية. فقد أحاطت بنا لعنة السماوات والأرض. وأقامت في اقتصادنا ومزارعنا ومصانعنا ومكاتبنا الى عهد مفتوح المدى والأجل! *** انظروا وتأملوا معي في كوارثنا بمخالبها التي تحيط بنا إحاطة السوار بالمعصم! من أين نبدأ وحجم الوجع العربي الكامن في كل قلوب أحرارنا وقوانا الحية، يدق على جماجمنا الجرداء ويقطع شرايين رقابنا لنُنحر كما ذلك البعير المسن المتروك أو لنذبح من الوريد الى الوريد! *** ماأكثر ما يجمع العرب الدّين اللغة التاريخ الثقافة الجغرافيا النسب الدّم... ولكن أعدى أعداء العرب هم العرب أنفسهم! زحفت علينا سرطانات الحدود وتفشّت في الجسد العربي الواحد. فماذا يمكن أن يورّث العربي منّا مواثيق الجامعة العربية أم «ميثاق العُجمة» في لهجاتنا والغربة والبعاد عن بعضنا البعض والسّراح اللاشرطي لأهوائنا ونزعة الغواية في تصرّفاتنا والتلاعب بالمصير العربي المشترك وقيم التكافل والتضامن وترك الجسد العربي للسّهر والحمّى وكل الأمراض المستعصية القديمة العضال! *** سواسية نحن العرب في البؤس، على اسرائيل أن تُعيرنا «حائط المبكى» ليبكي كل منا «على هواه»/ قدر ما شاء / «ولينُنْدبْهُمْ» على العظم» / ومن الغد نلمّ شملنا من قدرنا ولنقوم بالطواف ك«فرض عين علينا جميعا» وليس «فرص كفاية» / فرض الطواف الواجب حول مبنى المنتدى الأممي كما كان يفعل الجاهليون وهم يمشون سعيا حثيثا متضرّعين الرحمة من هبل / واللات / والعُزّى! *** أما برنامجنا في اليوم الثالث فإن كازينوهات الدنيا كلها مفتوحة لنا ساهرة بأطقمها لتقوم على خدمتنا ولنلتقط أنفاسنا، ونرتاح هناك حيث الليالي الحمراء الملاح. ولعل بعض الخائبين هنا من الظلاميين يجد فرصة ليعقد «اجتماعا مصيريا» «لتفسيق العالم كله» و«تبديع العالم كله» و«تكفير العالم كله» و«تفجير العالم كله» أو طلب «الجزية» باسم «المؤامرة» أو «الغرب الصليبي الحاقد» أو مقاومة «الملاحدة» بالأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة لنقتل في النهاية عون أمن أو جنديا بسيطا من أبناء "الغلابى" وحافلات التلاميذ وأبناء المعامل والمصانع وليس منهم لا ابن أمير ولا ابن وزير ولا يملك تفويض بيع القنابل العنقودية ولا القنبلة الذرية أو الهيدروجينية! *** نحن ومن هذا المنبر نريد من وراء كل كلامنا ممارسة احتفالية أو انشادية: «قصف العقود المظلمة»!... لقد قال رب العزة: ﴿...مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا...﴾. *** أصل الحكاية أن خيار الحرب أو خيار اللاحرب صار كلاهما هو خيار الصفر (OPTION ZERO)... لكن خيار الاصلاح هو الخيار الأوحد الممكن أمام الأمة العربية... لقد بنيت الدولة العربية الاسلامية على مدى (23 عاما)... 23 عاما هي المسافة والحيّز الزمني لنزول الوحي وانتهائه! هذا هو القدر الربّاني والموازين القسط لقيام دولة عظيمة أنشأت أعظم الحضارات! *** عادة ما ««يُمَتْرزُ» الإنسان ويتحصل على شهادة الأستاذية في هذا العمر ليصبح في ما بعد انسانا ناضجا مكلفا يعي تماما ماذا يصنع وما لا يصنع، والشيء الصّحّ من من الشيء الغلَط! وبما أننا بعيدون عن إقامة نهضة حقيقية وعلى إرساء بناء نمتلك نحن سرّ دعائمه وخلطته، دعنا يا «رعاك اللّه» ونحن متخلفون سنين ضوئية عددا أن: «نقيم الحدّ» 1) نقيم الحدّ على التخلّف والأمية. 2) نقيم الحدّ على الجهلوت والجهل والجاهلية الجهلاء التي نتخبط فيها، علما أن الجاهلية ليست مرحلة زمنية عبرت وإنما هي حالة تختفي لتظهر متى توفرت لها الأسباب. 3) نقيم الحدّ ضدّ «شخصية الدّونكيشوت» المحارب الوهمي ل«طواحين الهواء . 4) نقيم الحدّ ضد عقلية «المؤامرة» وعقلية «الحقد الصليبي» (ألا ترى معي تهم (ال PEDOPHLLIE) للقساوسة والرهبان التي يروج لها الفاتيكان رجّا وزلزلة). 5) نقيم الحدّ على فكرة «الملاحدة» ضد العلمانية والشيوعية. *** خلاصة العظة يا «رعاك اللّه» أن المسلم طلائعيّ/ تقدّمي/ علماني/ وحدوي/ اشتراكي بالضرورة! ومن يعرب ما يلي/ أو من يفهم أعلاه فمقامه الجنّة، ورضي الله عنه (والعشرات من الآيات والأحاديث في هذا الباب لا حصر لها). ماذا تعني 23 عاما في عمر الأمم لنبني بنياننا نحن الشامخ الصامد/ أم أن أسماك وحيتان المحيطات ستتآمر علينا؟! ويا «رعاك اللّه» علّم السمك فنّ العوم في البحار بعد فشلنا في القفار والصحارى والبراري إلا في زرع الدمار.