في سياق مواكبتها للانتخابات الرئاسية المنتظرعقدها يوم 15 سبتمبرالقادم، تواصل ‹›الشروق›› نشر حوارات صحفية شاملة مع المترشحين للانتخابات الرئاسية بغاية اتاحة الفرصة للناخبين وعموم الرأي العام للتعرف عن كثب على تصورات المترشحين وبرامجهم الانتخابية ورصد تفاعلاتهم مع مختلف القضايا والملفات المطروحة على الساحة الوطنية. وحاورت ‹›الشروق›› في الأعداد السابقة كل من سلمى اللومي الرقيق وعمر منصور ولطفي المرايحي وإلياس الفخفاخ وستكون المحطة الخامسة مع مروان بن عمر وهو أصغر مترشح لرئاسة الجمهورية. مروان بن عمر (أصغر مترشح لرئاسة الجمهورية) ل «الشروق» ترشحي انتصار للشباب... وللجهات المحرومة قال المترشح المستقل للانتخابات الرئاسية مروان بن عمر أن ترشحه هو ترشح جيل كامل من الشباب الذي ظل مقصيا من المشاركة في الشأن العام طيلة السنوات الماضية. واضاف أصغر مترشح للاستحقاق الرئاسي ( 36 عاما) في حوار ل»الشروق» أن له الثقة كاملة في هياكل ومؤسسات الدولة لتكون هذه الانتخابات حرّة ونزيهة وشفافة. قبل انطلاق آجال الترشح للانتخابات الرئاسية ببضعة أيام لم يكن اسم مروان بن عمر متداولا ضمن الأسماء التي تنوي الترشح .. فكيف راودتك الفكرة ومررت بسرعة الى التنفيذ؟؟ في الواقع الفكرة كانت وليدة مرحلة معينة وتحديدا اثر وفاة الرئيس السابق الباجي وخاصة بعد ان اطلعت على قائمة من ينوون الترشح. وقد راودتني الفكرة بعد أن لاحظت ان لي من المؤهلات العلمية والفكرية ما يجعلني افضل من بعض المترشحين وهذا دون أي تحقير لأي منهم خصوصا ان الترشح حق لكل مواطن.. لذلك تقدمت ليس من اجل تسجيل الحضور او استعراض العضلات او بطريقة فلكلورية بل بصفة جدية وكان ملفي مكتمل الشروط.. أقدمت على المغامرة رغم أنك لست بناشط سياسي ولا تنتمي الى أي حزب ولا توجد وراءك «ماكينة» حزبية ؟ فعلا انا رجل اعمال انشط في القطاع الخاص في مجال التعليم.. لكن لا يخفى عن أحد أنه بعد 2011 أغلب التونسيين أصبحوا منخرطين في الحياة السياسية إما بطريقة مباشرة او غير مباشرة والجميع اصبح يفقه أبجديات السياسة ويناقش الشأن العام ويحلل ويفهم التوازنات السياسية القائمة. صحيح أني لا أنتمي إلى أي حزب ولم انشط سياسيا لكن كانت لي دائما آراء ومواقف تهم الشأن العام سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وسبق ان عبرت عنها في وسائل الاعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة عندما تقع دعوتي كخبير او كمحلل او كناشط اجتماعي واقتصادي. كما شاركت سابقا في دراسات حول مظاهر اجتماعية واقتصادية وسياسية منذ 2011 الى الآن على غرار البطالة والاقتصاد وأداء الحكومة.. إضافة الى ذلك أنا أدير مؤسسة تربوية ومن واجبي ان أكون مُلما بكل شيء حتى اساهم في ان يكون تكوين المُتكوّنين بمؤسستي قائما على أسس صلبة على الأقل من حيث الثقافة العامة.. اليوم من لا يفقه حدا ادنى من الشأن السياسي ومن الشأن العام بكل جوانبه لا يمكنه ان ينجح في حياته العامة وفي حياته المهنية وهو ما احرص عليه شخصيا باستمرار. وانطلاقا من كل ذلك قدمت ترشحي. كيف توصلت الى تجميع التزكيات؟ منذ راودتني فكرة الترشح كتبت ذلك على صفحتي بموقع فايسبوك فوجدت تفاعلا كبيرا من كثيرين من داخل تونس وخارجها ومن الطلبة والتلاميذ الذين مروا عبر مؤسستي ومن مختلف الأصدقاء والاقارب والمختصين الذين اتواصل معهم. وبعد ذلك مباشرة علمت ان بعضهم شرع في تجميع التزكيات تلقائيا وهو ما شجعني على التمسك بالترشح. فأغلب من ساندني هم من الشباب وهو ما مثل حافزا لي لاترشح وأمثلهم احسن تمثيل باعتباري شابا مثلهم ولي قناعة تامة أن الشاب له مكانته في تونس وانه بامكانه المشاركة ومنافسة من يفوقونه خبرة سياسية وحزبية وممن لهم النفوذ المالي والإعلامي.. ماذا تعني لك صفة «أصغر مترشح» للانتخابات الرئاسية؟ بغض النظر عن النتيجة التي سأحصل عليها اعتبر ترشحي انتصارا للمبادئ والقيم التي أؤمن بها أهمها ضرورة أن يفتك الشباب اليوم فرصهم في شتى المجالات ولا ينتظرون منّة من أحد فمثلا لا يجب ان ينتظر الشاب مهما كان سنه من يعرض عليه فكرة المشاركة السياسية او الترشح للانتخابات او بعث مشروع بل عليه ان يتوجه اليها ويفتكها وهو ما أقدمت عليه.. اليوم أرى فعلا أن الشباب التونسي يكتفي بالفرجة عن بعد دون مشاركة فعالة وحقيقية رغم ما يحمله من أفكار وقدرات في هذا المجال. وكل ذلك جعلني افكر في ان أكرس على ارض الواقع ما يعيشه عدد كبير من الشباب الذي ضحى وشارك في الثورة وساعد السياسيين في حملاتهم الانتخابية وما يشعرون به من مرارة التجاهل والنكران وما يراودهم من أفكار فقدمت ترشحي واكتشفت في ما بعد أني أصغر مترشح. لم اترشح كمروان بن عمر بل ترشحت كفكرة أعتبر ان لها من يتبناها ويدعمها ويتمسك بها وهي فكرة خدمة الشأن العام من منطلق شبابي وفكرة ضرورة تموقع الشباب في الشأن العام كفاعل رئيسي .. تقدمت لادافع عن حظوظ جيل كامل. وبالمناسبة أوجه نداء لكل الشباب ان لا ينتخب مروان بن عمر كشخص بل ينتخب فكرة يؤمن بها، فمروان بن عمر ليس شخصا بل فكرة والفكرة ستتواصل بدعم وبثقة الشباب فينا ووقوفه معنا.. ما يُعاب على الشباب أحيانا هو غياب الجدية؟ كان ذلك هاجسي عند تقديم الترشح لذلك عملت على ان يكون ترشحي جديا حتى يكون مُشرّفا للشباب وحتى لا يقال ذات يوم ان الشباب غير جدي في مثل هذه المسائل. وقع في البداية اسقاط ترشحي رغم التنصيص في الوصل على استيفاء المطلب كل الوثائق وهو ما فاجأني خصوصا ان سبب الرفض كان «غياب التزكيات» وهو أمر غريب ولم اقبله وتقدمت بطعن ونلت حقي بعد ان اتضح وجود خطإ إداري على مستوى هيئة الانتخابات وأنصفتني المحكمة الإدارية التي انصفت بهذا القرار الشباب وانصفت جيلا كاملا من التونسيين وليس مروان بن عمر فقط. حديثك عن الجدية يعني عدم وجود ترشحات جدية في البداية؟ حديثي عن الجدية في هذا المجال ليس في علاقة بالهندام او الشكل (وهنا افتح قوسا لاتوجه باللوم الى البعض ممن يسخرون الى اليوم من بعض المترشحين على هذا الأساس ويحاولون تشويههم بكل الطرق)، لكن يتعلق أساسا ببعض التصريحات التي صدرت عن بعض المترشحين او بالملفات التي قدموها والتي كانت خالية من الشروط الأساسية للترشح رغم أنه كان بالإمكان ان يمارسوا حقهم كاملا في الترشح وان تقبل مطالبهم لو تحلوا بأكثر جدية.. هذا يحيلنا الى منصب رئيس الجمهورية الذي ترشحتم اليه والذي يقال عنه كلام كثير ابرزه انه منصب صوري وبلا صلاحيات؟ ما يروّج عن محدودية صلاحيات رئيس الجمهورية تزييف للواقع وللحقيقة.. لو كان الامر كذلك لما استقال مثلا رئيس الحكومة من منصبه الذي فيه صلاحيات كبيرة وترشح ولما استقال أيضا وزير الدفاع ولما تقدم له الرئيس السابق ولما كان عدد المترشحين مرتفعا.. كل ذلك في رأيي دليل على ان منصب رئيس الجمهورية يبقى الأعلى في البلاد ويبقى ذا رمزية كبرى وفيه صلاحيات عديدة يمكن للرئيس ممارستها عندما تتوفر له الإرادة والجرأة والشجاعة. أيّ خزان انتخابي تعول عليه؟ أولا قبول ترشحي اعتبره انتصارا ليس لجهتي فقط (أنا «عياري» وأصيل مدينة مكثر من ولاية سليانة) وليس انتصارا للشمال الغربي الذي أمثله في هذه الانتخابات بل انتصارا لكل الجهات الداخلية التي لم تنل منذ عشرات السنين حظها بالوجه الكافي في التنمية والاستثمار وتشغيل الشباب والمرافق العمومية .. صحيح أني سأعول في حملتي على كل مناطق الجمهورية بلا استثناء لأن رئيس الجمهورية رئيس كل التونسييين لكن سأعول أكثر على أبناء المناطق الداخلية الأقل حظا وتنمية.. لا اريد تكريس فكرة الجهويات في الانتخابات الرئاسية ولم يعد هناك أي مجال لتلك النظريات «البائدة» التي تقول ان الرئيس لا يكون الا من الساحل او من تونس العاصمة .. اليوم الرئيس يمكن ان يكون من الشمال او الجنوب او الوسط .. من المناطق الداخلية او من المناطق الساحلية اومن الشمال الغربي او من الوسط الغربي او من الجنوب الغربي.. لا بد من تداول للسلطة في هذا المجال فالمنصب حق للجميع .. مؤسسة الرئاسة يجب ان تكون في قلب اللامركزية. وعلى صعيد آخر وبوصفي أصغر مترشح سأعول على أبناء الأجيال المتقاربة مني سنا أي من الشباب بدرجة أولى لاني سأكون حاملا لهمومهم ولافكارهم ومشاريعهم ومدافعا عن مشاغلهم وانتظاراتهم. وهذا دون ان انسى طبعا أبناء الأجيال الاخرى الذين هم سواسية مع جيل الشباب في الحقوق والواجبات.. هل ترى ان الظرف العام ملائم لاجراء الانتخابات ؟ المناخ العام اليوم فرضته علينا وفاة الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي التي عجلت بانتخابات سابقة لاوانها، وهو ما ضاعف من درجة الضغط على الجميع من مترشحين وهيئة انتخابات واعلام وراي عام وأحزاب.. ما يجعلني مرتاحا نسبيا هو ثقتنا الكبرى في مؤسسات الدولة المعنية عن قرب بالانتخابات.. وفي هذا السياق استحضر مثلا ما قامت به المحكمة الإدارية من جهود لاثبات صحة ترشحي وترشح البقية الذين انصفتهم.. أيضا يجب شكر هيئة الانتخابات على الجهود المضنية في دراسة ملفات الترشح ومراقبة التزكيات رغم امكانياتها المحدودة وكذلك الشأن بالنسبة لمؤسسات وهياكل عمومية أخرى.. ثقتنا كبرى في هذه المؤسسات وأيضا في القانون القائم وفي الإدارة. وعموما مهما ستكون الاستعدادات ستكون هناك بعض الثغرات والنقائص التي ستشوب المسار الانتخابي وفي اعرق الانتخابات لا يمكن الحديث عن انتخابات شفافة ونزيهة بنسبة مائة بالمائة ويبقى الامل دائما في هيئة الانتخابات المطالبة بأكثر فطنة وحضورا لمنع كل التجاوزات الممكنة. لو عرض عليك التنازل لفائدة احد المترشحين ممن ترى فيه القدرة على تمثيلك احسن تمثيل وعلى تبليغ افكارك هل تقبل؟ أفكاري لا يمكن ان يدافع عنها الا مروان بن عمر..الى حد الآن لم اجد في المترشحين من له القدرة على تمثيل افكاري.. اغلب المترشحين اليوم مروا في السنوات الماضية عبر السلطة او البرلمان او المعارضة وللأسف لم يقدموا اية إضافة على الأقل للمجال الذي امثله وهو الشباب الى جانب بقية مجالات الشأن العام اقتصاديا وسياسيا، فكيف سأتنازل لفائدتهم؟ وماذا عن برنامجك الانتخابي؟ البرنامج الانتخابي سيكون جاهزا قريبا وسأعلن عنه عند انطلاق الحملة الانتخابية في ندوة صحفية.