تتعلق أنظار التونسيين يوما بعد آخر بمرشحيهم للانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها والتي ستجرى منتصف شهر سبتمبر المقبل. والطريف في ما يحصل من تنافس بين المترشحين هو تسابقهم نحو القاع جماعة: من يسقط بخطابه أكثر ومن يشوه الآخر اكثر ومن يكون الأسرع نحو الحضيض والحضيض لا قاع له. واحيانا يشعر المتابع لتنافس المتنافسين حول كرسي قرطاج أنّ الحملة الانتخابية التي تنطلق رسميا يوم الاثنين 2 سبتمبر تتحول الى حرب كسر عظام وتسابق حول التشويه. حالة من التوتر وتشويه الخصوم تسود حملات انتخابية اجتاحت وسائل الاعلام والمنصات الالكترونية ويخوضها متنافسون بشعار "إمّا نربح أو نربح" ولا خيار للخسارة بشكل لا يكاد فيه المتلقي ان يتخيّل كيف ستكون ردة فعل جرحى الانتخابات والذين سيكون عددهم 28. نحن نعلم يا سادة انّ من صلاحيات الرئيس "اعلان الحرب..." ويبدو ان المترشحين بادروا بإعلان الحرب على بعضهم البعض وبهكذا أداء وتنافس لا يستطيع الناخب احترامكم ولن تنجحوا في استمالته. الخطاب الرصين والصدق في القول والابتعاد عن تشويه الخصوم هي مقاييس لها وقعها لدى الناخب لاختيار رئيسه فالتونسي لا يختار الحقود ولا الشامت ولا الخائن ولا الكاذب ولا المافيوزي ولا المتنطع ولا الطائش ولا المغرور كي يكون رئيسا له. التونسي يريد رئيسا عادلا رصينا هادئا مؤمنا بحقوق الانسان وبالقضايا العادلة للشعب وفي مقدمتها العدالة الاجتماعية والخروج من الازمة الاقتصادية والاجتماعية بحلول وطنية ممكنة. يريد رئيسا يحترم خصومه وينهي أزمة الاحتقان الاجتماعي.