افتتحت مساء الخميس بالمتحف الأثري بسوسة الدورة الخامسة لتظاهرة فريدة من نوعها وهي «سينما المتحف» التي تنظمها جمعية جنوب للتراث السينمائي بالتعاون مع المركز الوطني للسينما والصورة والمندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بسوسة ووكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية. «الشروق» مكتب الساحل: السهرة الافتتاحية كانت مخصصة لتكريم المخرج اللبناني المرحوم مارون البغدادي بالتعاون مع جمعية «ناد لكل الناس» ببيروت بحضور زوجة المرحوم ثريا عبود والفنان مارسال خليفة اللذين تم بالمناسبة تكريمهما. وفي مداخلة مؤثرة حرص مارسال خليفة على تكريم المرحوم مارون البغدادي مسترجعا في تأثر كبير فترة استشهاد القائد كمال جنبلاط في 16 مارس 1977 واصفا إياه ب «الشاهق مثل جبل ميحا والوديع مثل الحقيقة هو أيضا يغيب وينتهي القادة العظام وقصصهم لا تنتهي لأنها مزروعة في هؤلاء البؤساء والمشردين الذين سيحررون العالم» حسب قوله. وربط هذا الحدث بكيفية تعرفه على مارون البغدادي مضيفا «...في هذه الأيام الصعبة أتاني مارون البغدادي إلى باريس. وكنت منفيا في تلك المرحلة الدقيقة من حياة الوطن طالبا مني كتابة موسيقى وأغنيات لفيلم تسجيلي عن كمال جنبلاط. وتواصلتُ في كتابة الموسيقى والأغاني لأفلام مارون التسجيلية منها «صرخة»، و«همسات»، و«أجمل الأمهاتّ، و«كلنا للوطن» وغيرها». وفي لقاء ب»الشروق» عبر مارسال عن عمق العلاقة التي تربطه بمارون البغدادي. ولم يخف ألمه من فراقه واصفا شعوره بالقول «الألم حاسة إنسانية والذاكرة مثقلة بالآلام والأحزان والمشاكل اليوم تذكرت أياما عصيبة عشناها ولا نزال». وتم بالمناسبة بث شريطين لمارون الأول بعنوان «أجمل الأمهات» والثاني بعنوان « كلنا للوطن» من النوع الوثائقي وتضمنا شهادات لعائلات الشهداء والمقربين والمناضلين خلال الحرب اللبنانية الإسرائيلية والحرب الأهلية اللبنانية. وفي لقاء ب»الشروق» علقت زوجة المرحوم، ثريا عبود على هذين الفيلمين قائلة «لقد تعرفت على مارون في الثمانينيات بعد ان أنجز هذه الأفلام وأنا دائما في وضعية اكتشاف لأعماله. وكل شهادة استمعت إليها إلا وجعلتني أسترجع تلك الفترات بوضوح. واليوم أول مرة أحضر بعض أفلام زوجي بحضور مارسال خليفة الذي تربطه علاقة فكر ورؤية بزوجي مما أثر في نفسي كثيرا». والتقت»الشروق» ايضا بمدير جمعية «ناد لكل الناس» ببيروت نجا الأشقر. وهي جمعية تعتني بدورها بالموروث الثقافي والفني، الذي قال «لقد اشتغلنا على ترميم أفلام مارون البغدادي. وعرضناها بعدة دول أوروبية وعربية. وهي أفلام وثائقية وأيضا روائية وما يميزها أنها وثقت مراحل مهمة في الحرب اللبنانية الإسرائيلية والحرب الأهلية اللبنانية وكشفت عن رؤية استشرافية لهذا المخرج أثبتتها الأحداث». كما تم على هامش هذه السهرة الافتتاحية تقديم فيلم قصير يرجع إلى سنة 1920 ويصور مشهد جني التمور بالجنوبالتونسي وتم بث هذا الفيلم بطريقة مميّزة بمصاحبة موسيقية حية على الركح من خلال معزوفة للموسيقي المتميز سمير الفرجاني مما أضفى سحرا ورونقا خاصين لتظاهرة أحكم تنظيمها المهووس بالسينما محمد شلوف بما تميزت به من ثراء في المضمون ونبل في أهدافها التي تتمحور حول الحفاظ على الموروث السينمائي. وتتواصل فعالياتها إلى يوم 1 سبتمبر. حيث يتضمن البرنامج تكريما للممثلة العالمية كلاوديا كاردينال بحضورها الشخصي وعرض فلمها «ذات يوم في الغرب» للمخرج سارجيو ليون وتمثيل شارل برونسمون وكلاوديا كاردينال، وتكريم السنياريست المغربي سهيل بن بركة والفنانة ماريام ماكيبا والممثل السنيغالي «دوتا ساك « مع عرض فلم «تونس مدينة البيض فيما سيكون الاختتام غدا الأحد 1 سبتمبر مخصصا لتكريم السيناريست النيجيري مصطفى ألاسان مع عرض فلمه «رجوع المغامر» وتكريم السناريست الفلسطيني ميشيل خلايفي وعرض فلمه «قصة الثلاثة جواهر».
