أسبوع مر على انطلاق الحملة الانتخابية الرئاسية السابقة لأوانها ..أسبوع والمرشحون يهرولون من مدينة إلى أخرى ، ومن قرية إلى ثانية ومن حي شعبي إلى آخر ومن تلفزة إلى أخرى ، ومن إذاعة إلى ثانية وهواتفهم لا تصمت عن الرنين استجابة للصحفيين والإعلاميين والمناصرين والمنظمين .. أسبوع من الهرولة من مكان إلى مكان وكل مرشح « كالماء يجري.. كالمستعدّ إلى الرحيل لا ينقضي عنه الرحيل» بحثا عن صوت ناخب يمكنه من كرسي الرئاسة على حساب منافس له بات مدخلا صحيحا في قاموس اغلب مرشحينا الذين اختاروا التهجم على منافسيهم .. الحملة الانتخابية في أسبوعها الأول كشفت ع ن تداخل في ذهن بعض المتنافسين حول صلاحيات الرئيس، فبعضهم يتحدث وكأنه رئيس حكومة سينطلق في المشاريع التي يصورها وهما ويرسمها حلما وينطقها وعدا بين الناخبين .. الأسبوع الأول كشف كذلك ضعف بعض المرشحين ولجان تنظيمهم على استمالة الناخب ، فبعض الفضاءات تقلق الناخب نفسه ، وبعض مكبرات الصوت تنفر صاحب الإصبع الأزرق ، وبعض البرامج لن يكون لها مكان حتى بين السماء والأرض فبعض مشاريعهم « تموت حين تقال « .. الأسبوع الأول كشف كذلك عن رنين الأموال وصوتها الذي لا تعلو عليه الأصوات ..فعهد «كراذن المقرونة والطماطم» ولى وانتهى ، والفخامة في المآدب أفتكت في هذه الحملة بعض الأضواء .. مرشحونا تعبوا ، وطلقوا النوم من أجل كرسي الرئاسة الذي يتنافس من اجله 26 بعضهم خارج حدود الوطن يبسط برنامجه عن بعد وبعضهم من وراء القضبان يبحث عن « حرية « مفاتيحها في الحكم والرئاسة .. ملابس فاخرة ووجوه ناضرة إلى الكرسي ناظرة وقلوب فاضت بالوطنية ومحبة الآخرين والذود عن البلاد بأمن قومي مدروس واستقلالية في القرار وحماية الدستور ..هم متعبون من أجلنا ولا أحد غيرنا ..هذا الأسبوع ستشهد الحملة الانتخابية الرئاسية نسقا تصاعديا وستسجل تطورا في المواقف تستند إلى تجربة أسبوع خلص بعضهم فيه إلى ضرورة تغيير محرك السرعة ووضعه في أعلى الدرجات قبل الصمت الانتخابي الذي سيريح بعضنا من الوعود الزائفة التي فاقت الحدود في بعض الأحيان فأسقطت البعض قبل سقوطه من الصندوق . اصمتوا ..ف « الصمت في حرم الجمال جمال» ، لقد حان وقت كلام الناخب ليختار منكم من يستحق الكرسي ، أو من تمكن من نيل الكرسي ولا يستحقه ، فللصندوق أحكامه ونواميسه وأسراره وزواياه المظلمة التي لا تخضع للكفاءة في بعض الأحيان ، بل ربما لأشياء أخرى لم تعد خافية على ناخب عليه أن يتهيأ لحسن الاختيار ، فإن خذلنا بعض مرشحينا فلا تخذلونا ، كونوا اصدق من بعضهم ولا تكسرونا واصنعوا من انتخاباتنا فجرا جديدا ..