الترفيع في ميزانية الثقافة ونشر الثقافة في المدارس والمعاهد وإعطاء الأولوية للفضاءات الثقافية والتحلي بالإرادة السياسية... هي أبرز المطالب التي وضعها عدد من المثقفين التونسيين على طاولة رئيس الجمهورية. تونس «الشروق»: تعيش تونس منذ أسابيع على وقع الحملة الإنتخابية للإنتخابات الرئاسية السابقة لأوانها وفي انتظار انتخاب رئيس الجمهورية التونسية يأمل عدد من المثقفين والفنانين تغيير حال الثقافة وإيلائها الإهتمام والأولوية التي تستحق على الرغم من ان أغلب المترشحين لم يدرجوا اي مخطط واضح في برنامجهم الإنتخابي للعناية بالثقافة وأهلها الا ان ذلك لم يمنع المثقف التونسي من الإصرار على لفت النظر الى هذا القطاع الذي اعتبره عدد كبير منهم قطاعا حيويا ذا سيادة مثله مثل الدفاع والأمن وغيرهما... فالثقافة بالنسبة اليهم هي المحرّك الأول للإقتصاد والتنمية والتربية... لما لها من علاقة مباشرة وتأثير على جل القطاعات الأخرى وبالرغم ان صلاحيات رئيس الجمهورية محدودة حسب ما نص عليه الدستور الا انه يبقى المحرك والدافع والداعم لجل قطاعات الدولة كما يرى عدد من المثقفين الذين ينتظرون من رئيس الجمهورية القادم دعم هذا القطاع وإيلائه الأهمية التي يستحق خاصة فيما يتعلق بالميزانية التي بقيت في حدود الصفر فاصل الى جانب تعميمها في المدارس من خلال نوادي الموسيقى والمسرح والرسم وغيرها من الأنشطة الثقافية التي يمكن من خلالها بناء جيل واع محصن من آفة الإرهاب والتطرف، دون التغافل عن دور الثقافة في كل جهات البلاد التي يرى البعض انها قادرة على انقاذ الشباب من الآفات المحيطة به والتي ظهرت بكثرة في السنوات الأخيرة بسبب غياب الوعي وخاصة الفضاءات الثقافية التي تهاوت وحلّ محلها الخراب بعد ان أصبحت الثقافة في تونس في آخر اهتمامات الدولة ومسؤوليها... لكن يبقى الأمل قائما لأهل هذا القطاع فهم ينتظرون من رئيس تونس القادم اصلاحا جذريا لقطاع الثقافة. وللشروق تحدث عدد منهم عن هذه المطالب التي تركزت أساسا على الميزانية والإرادة السياسية والفضاءات الثقافية ... الميزانية الضعيفة من أهم معضلات الثقافة تفعيل الميزانية وترفيعها فعليا الى 1 بالمائة أهم مطلب ركز عليه المسرحي سليم الصنهاجي الذي اعتبر ان الميزانية الضعيفة لوزارة الشؤون الثقافية من أهم معضلات الثقافة مشيرا الى ان هذا ترفيعها لا يمكن ان يبقى فقط على الورق وانما لابد من صرفها فعليا في الميزانية العامة حتى يتمكن القطاع من التنفس اما ما تبقى فهي حرب عامة حسب تصريحه. من جانبه أكّد المخرج والممثل عاطف بن حسين على محدودية صلاحيات رئيس الجمهورية في دستور البلاد وخاصة فيما يتعلق بالثقافة مشيرا الى انه لا يملك صلاحيات مباشرة تهم هذا القطاع وعليه يقول بن حسين ان كان رئيس الجمهورية يجهل ان الصراع اليومي هو الثقافة وان الإرهاب والفساد يواجهان بالثقافة وان تطور الإقتصاد والرياضة والتعليم وكل القطاعات مرتبط بالثقافة فإن المهازل ستتواصل لا محالة... عاطف بن حسين يقول ايضا «أن ما حدث اخيرا من فيضانات في البلاد يمكن ان يحدث في كل بلدان العالم لكن الفرق هم يملكون ثقافة الإنتصار على الطبيعة وثقافة المحاسبة ونحن نملك ثقافة الهزيمة...» وفي غياب برنامج واضح خاص بالثقافة لجل المترشحين يرى بن حسين انه لا يمكن لأي واحد منهم النهوض بالثقافة خاصة في غياب الإرادة السياسية دعم الثقافة في المدارس ويبقى الأمل قائما في اصلاح حال الثقافة في البلاد بالنسبة للفنان لطفي بوشناق الذي نادى في البداية بالعمل ثم العمل على حد تعبيره مؤكدا على ضرورة تركيز رئيس الجمهورية على دعم الثقافة في المدارس لأنها تبْدأ مع الناشئة ومن هذه الفضاءات على حد تعبيره الى جانب إيلاء الأهمية الكبرى الى الفضاءات الثقافية من جنوب البلاد الى شمالها وتعميم الأنشطة الثقافية التي بإمكانها ان تحمي الشباب من التطرف والإرهاب... يضيف بوشناق " لابد من تهيئة الفضاءات اللائقة بالثقافة لتقدم لروادها أنشطة مختلفة كالموسيقى والمسرح والسينما والنحت ... " محدثنا يرى أيضا ان الثقافة هي الضمان والحل الوحيد لمجتمعنا التونسي والعربي. المراهنة على الثقافة والفكر عدم اهتمام المترشحين للرئاسية بالثقافة وعدم إدراجها في برامجهم الانتخابية جعل من المسرحي حمادي المزي يؤكد انه مع غياب المراهنة على الثقافة والفكر ستبقى تونس دائماً في حالة مفرغة على حد تعبيره... صاحب الرأي يقول أيضا ان بناء الدولة الحديثة قائم على المراهنة على الثقافة وهو ما لم يحدث في تونس خاصة في غياب هذا المفهوم لدى اعلى هرم في السلطة وهو رئيس الجمهورية الذي يركز فقط على الجوانب التنموية والإقتصادية على حساب الرؤية الإستراتيجية للثقافة حسب تصريحه... من جهة أخرى يقول المزي ان اي مجتمع لديه وعي بالثقافة تزول مشاكله ويتراجع فيه منسوب العنف والتخلف والجهل... ولم ينس محدثنا ميزانية وزارة الشؤن الثقافية التي اعتبرها ضعيفة جدا مقارنة بأهمية القطاع مشيرا الى ان ميزانيات الثقافة في الدول المتقدمة تحتل المراتب الأولى وان العالم تبوّأ المراكز الأولى من خلال الصورة والكتاب... والثقافة والفنون ...