طبعت صورة إقبال الكهول والمسنين على مراكز الاقتراع ،أبرز ملامح المشهد العام للعملية الانتخابية في تونس. وهو ما يحيي السؤال حول الأسباب الحقيقية لعزوف الشباب عن المشاركة في الانتخابات . تونس الشروق: من المؤشرات السلبية في الانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها عزوف الشباب عن المشاركة في هذا الموعد الانتخابي ومقاطعته صناديق الاقتراع وما يثير أسئلة جوهرية حول الأسباب الحقيقية لعدم مشاركة الشباب ،التي يبدو أنها «موقف « وقرار. وليست مجرد معطى عرضي متعلق بالانتخابات الحالية ،خاصة ان المواعيد الانتخابية السابقة شهدت تقريبا نفس الظاهرة. موقف وقرار هذه الظاهرة التي تحتاج الى مقاربة اجتماعية تكشف دوافعها الحقيقية ،خاصة أنها أصبحت تؤثر بشكل كبير على النسبة العامة للإقبال . فتغيّب الشباب عن المواعيد الانتخابية يجعل من نسبة المشاركة في الانتخابات إما ضعيفة أو متوسطة في أغلب الأحيان . أستاذ علم الاجتماع محمد الجويلي ، يشدّد على أن ما يحصل في علاقة بالشباب والعملية الانتخابية لا يمكن الاصطلاح عليه بالعزوف بقدر ما هو "موقف الشباب من العملية الانتخابية" . وأشار الجويلي الى أن الشباب قرّر عدم الذهاب الى الانتخابات، مضيفا أن قرار الشباب عدم المشاركة في العملية الانتخابية مرتبط بالأداء السياسي والصراع المحموم الذي تعيشه الطبقة السياسية في تونس. عدم تحقيق أي مُنجز محمد الجويلي شدد على أن الشباب يعتمد طرقا أخرى في التعبير عن مواقفه . وهي آليات غير متوافق عليها ،مثل الاحتجاج وما يحدث في وسائل التواصل الاجتماعي ،مشيرا الى أن الشباب لا يشارك بالطرق التقليدية في العملية الانتخابية . أما الكاتب السياسي باسل ترجمان فيعتبر أن عدم مشاركة الشباب في العملية الانتخابية ،يعود أساسا الى ايمان البعض منهم بأنه لم يتحقق لهم أي مُنجز خلال السنوات الماضية ،خاصة في ملف البطالة والأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها تونس ،إضافة الى عدم الاهتمام بالحملات الانتخابية .