البلبل الحزين «1» كلمة أولى بعد الرحلة الصيفية المتميزة مع عملاقين في الاغنية العربية محمد عبد الوهاب ورياض السنباطي ...نشرع اليوم في تصفح ورقات من سيرة المطرب الكبير فريد الأطرش ... الصوت المتفرد في موسيقاه وألحانه واغانيه ذات النفس الحزين وفي ذلك حكاية سنكتشف اسرارها في قادم الحلقات... ******* تذكر كتب التاريخ ان العائلة التي أسست للثورة ضد الاحتلال الفرنسي في جبل العرب في سوريا بعد الحرب العالمية الأولى، هي نفسها العائلة التي أنجبت اثنين من ألمع المغنيين العرب للقرن الماضي، فريد وأخته آمال الأطرش. ترعرع الأخوان الأطرش تحت أعين والديهما اللذين تنقلا كثيرًا بين المدن الكبرى في الشرق الأوسط في كفاحهما ضد الاحتلال الفرنسي، وقد فقدت الأميرة عالية اثنين من أطفالها الخمسة بسبب المرض، وأصبحت قلقةً جدًا حيال سلامة وصحة أولادها المتبقين. وتعاظم خوفها عندما كاد ابنها فريد يغرق ويموت بينما كان يلعب مع طفلٍ آخر على متن قاربٍ صغير في بيروت، مما دفع بوالدته إلى حبسه في المنزل في الأوقات التي لم يكن يذهب فيها إلى المدرسة. قام قائد تلك المنطقة وبسبب خوفه من انتقام الاحتلال الفرنسي من عائلته بإرسال الأسرة إلى مصر طلبًا للجوء، واتخذت الأميرة عالية بعد أن تركت زوجها وثروته اسمًا مستعارًا لنفسها ولأولادها، كان هذا الاسم "كوسا". جلب هذا الاسم الغريب الذي اختارته الأميرة لها ولابنها فريد السخرية خلال فترة دراسته الأولى في المدرسة الجديدة في مصر. كانت هذه المدرسة فرنسية، والتي ولسخرية القدر سامحت "الطفل الفقير" وعفته من دفع القسط. فريد الأطرش من مواليد قرية القريّا في جبل العرب جنوبسوريا، لعائلةٍ هي من كبار عائلات الموحدين الدروز عُرفت بمقارعتها الاحتلال الفرنسي. والده الأمير فهد الأطرش من سوريا، أما والدته فالأميرة عالية وهي لبنانية. هربت الأم بأطفالها نحو لبنان أولًا، ثم اتجهت إلى مصر حيث طلبت اللجوء لها ولأطفالها الثلاثة، فؤاد وفريد وآمال. ومُنحت الجنسية المصرية لاحقًا. وقد عانت الكثير في حياتها هناك. نما اهتمام فريد الأطرش بالموسيقى في تلك الفترة من حياته التي عانى فيها من الصعوبات المادية بينما كان يستمع لوالدته تغني وتعزف العود في المنزل، وسُمح له بسبب إصراره الشديد أن يتمرن مع كورال المدرسة المسيحي. يتبع