سنة جامعية جديدة تنطلق في ظل أزمة أخرى... أسبوع اول في الجامعة والكليات انطلق بمقاطعة عدد من الأساتذة للدروس ودخولهم في اعتصام مفتوح في مقرات وزارة التعليم العالي... لن نتحدث في الأسباب العميقة للأزمة ولن نبحث عن المخطئ والمصيب لكن لن نخفي أن مايحدث وما تعرفه الجامعة التونسية أمر مخالف للمنطق... انتهت السنة الجامعية السابقة بأزمة منعت آلاف الطلبة من الدراسة واجتياز الامتحانات وطيلة شهور وأيام لم يتسن لكل الأطراف الوصول إلى حل... الجميع هنا يتحملون المسؤولية نقابة اتحاد "اجابة" وأيضا وزارة التعليم العالي التي أثبتت في كل مرة انها فاشلة وعاجزة عن إنقاذ الجامعة وتحمّل مسؤوليتها كاملة... الحكومة أيضا جزء من المشكل باعتبارها اكتفت بالفرجة. ولم تبادر ولم تتدخل وتركت مصير آلاف الطلبة نحو المجهول... لنعترف أن الجامعة التونسية فقدت الكثير من مصداقيتها وفقدت إشعاعها... وكان على وزير التعليم العالي أن يتدخل وأن يبادر وأن يتحرك وان يسعى الى الحل... في هذه الأزمة ليس هناك منتصر ومهزوم بل هناك مصلحة الجامعة التونسية فوق كل اعتبار... العالم يتغير بسرعة من حولنا وهناك جامعات في بلدان إفريقية أصبحت في مراتب متقدمة عالميا وجامعتنا تتأخر... في سنوات قليلة هاجر وغادر تونس اكثر من أربعة آلاف جامعي وباحث ، قد نضطر يوما الى جلب جامعيين من الخارج للتدريس في كلياتنا... أيضا آلاف الطلبة التونسيين اختاروا اضطرارا الدراسة في الجامعات الأجنبية وهربوا من الجامعة التونسية. حيث تتوفر فرص اكبر وأكثر للنجاح... اليوم وزير التعليم العالي مطالب بحل الأزمة حتى لا تستفحل من جديد وحتى لا يضطر الاف الطلبة الى التفكير في الهجرة والهروب من الجامعة العمومية... الحل لا يتطلب الكثير من الجهد والتفكير فقط يتطلب الحوار والتفاوض وانقاذ الجامعة العمومية وأيضا إنقاذ مصير آلاف الطلبة قبل فوات الأوان...