كتبت مجموعة من الشخصيات التونسية تدوينات على جدرانهم رثوا فيها الرئيس الاسبق زين العابدين بن علي الذي وافته المنية يوم الخميس الفارط بمنفاه بالسعودية وووري جثمانه الثرى امس بالمدينة المنورة ذكروا فيها بعضا من مناقبه ورثى بعضهم الرئيس الراحل . فكتب احمد نجيب الشابي مرثية جاء فيها «عارضتك بشجاعة وشرف طيلة حكمك، من اجل احترام حقوق الانسان وإصلاح النظام السياسي واشراك النخب في رسم الاختيارات الاقتصادية والاجتماعية للبلاد. واليوم بنفس الشجاعة والشرف، اشهد، رغما عن الخلافات، أنك خدمت بلادك بإخلاص وتفان فأنقذت اقتصادها من الإفلاس الذي شارفت عليه سنة 1986( ..) لقد كنت أحسن خلف لسلفك: حافظت على حقوق المرأة وعلى مبادئ الدبلوماسية التونسية وظللت ثابتا على استراتيجية دولة الاستقلال في كل المجالات. لم يحالفك النجاح في كل ما بادرت به وتراكمت الأخطاء، بسبب الاستبداد، حتى أدت الى الانفجار والثورة ولكن الكمال لله. بنفس الشجاعة التي عارضتك بها طيلة عقدين من الزمن، انحني اليوم أمام روحك وأشهد أنك كنت وطنيا مخلصا، صرفت العمر في خدمة تونس لا غير. فيما كتب وزير الخارجية في عهد بن علي ورئيس حزب المبادرة الان كمال مرجان تدوينة ذكر فيها خاصة تشبع بن علي بالوطنية والوفاء لتونس جاء نصها كالتالي: (...) لا أحد يمكنه أن ينكر وطنية هذا الرجل، وهو الذي عمل بالجيش الوطني منذ انبعاث هذه المؤسسة العتيدة، موطن التفاني والتضحية ونكران الذات وحب الوطن والوفاء له، وارتقى فيها إلى أعلى المراتب. لقد كان وطنيا غيورا متشبعا بقيم الوفاء لتونس وبمفهوم الدولة وهيبتها، وهو ما جعله في بداية تمكنه من السلطة العليا بالبلاد يندفع نحو الإنقاذ والإصلاح وفتح أبواب الأمل والعمل أمام الجميع بفضل وضعه للميثاق الوطني الذي وافقت وأمضت عليه جميع القوى الوطنية دون إستثناء. كان رحمه الله، وطنيا صادقا مؤمنا بأهمية إيلاء أمن البلاد مكانة فوق كل اعتبار وهو هاجسه الأول الذي دفعه أحيانا إلى إعتماد الشدة والصرامة في هذا المجال إلى حد السهو عن ضرورة التفتح على النهج الديمقراطي الذي كان من الأجدى التعامل معه أنذاك بأكثر حكمة وروية والتجاوب مع دعوات الانفتاح التي شهدها العالم.(....) وكتب رجل الاعمال الهادي الجيلاني ايضا تدوينة شكر فيها بن علي ودعا له فيها بالرحمة كان نصها كالتالي: «الله يرحمو و ينعمو هذه هي حسن الخاتمة التي يتمناها جميع المسلمين مات يوم خميس و سيدفن يوم جمعة و سيصلي عليه الآلاف في الحرم المكي و يدفن في مكةالمكرمة ! ماذا فعل هذا الرجل لينال كل هذه الكرامات من الله سبحانه .. شكرا رئيسنا الغالي و فقيدنا العزيز على 23 سنة من الأمن و الآمان»» هذا وكتب ايضا محافظ البنك المركزي الاسبق توفيق بكار ذكر فيها تشبع بن علي بقيم الوطنية والولاء لتونس وهذا بعض مما كتب: (...) شاءت الأقدار أن أكون وزيرا ثم محافظا للبنك المركزي في تلك الفترة لمست خلالها لدى الرجل قيم الوطنية والولاء لتونس وحرصا دؤوبا على الذود عن حرمتها وضمان استقرارها واستقلالية قرارها وهي ذات القيم التي كنا نتقاسمها معه. إن الكمال لله وإن قدر كل عمل إنساني هو النقصان خاصة عندما يتعلق الأمر بمسؤولية من هذا الحجم. الا أن الصدق يقتضي أن نقر بأن الانجازات التي شهدتها تونس في ظل العهدة الرئاسية لبن علي كانت عديدة ومرضية في غالبها(...). وسيذكر التاريخ هذه الانجازات وغيرها»