تونس-الشروق: اعتبر أستاذ التاريخ المعاصر والمحلل السياسي عبد اللطيف الحناشي ان مستقبل ماسمي بالعائلة الوسطية يبدو غامضا وغير واضح، خاصة وأن الانطباع العام يحيل على عدم امتلاكهم لمشروع حقيقي مستند الى حامل اجتماعي وبدوا في شكل مجموعات همها التموقع. وفي تعريف مفهوم العائلة الوسطية الحداثية الديمقراطية أوضح الحناشي في تصريحه ل"الشروق" أن هذا المفهوم طارئ وجديد مشيرا الى ان استقراء التاريخ السياسي للبلاد يحيل على مفهوم الدولة الوطنية والمشروع الوطني الحداثي الذي حملته نخبة سياسية تبنت المشروع الوطني الحداثي. وشدد الحناشي على أن مفهومي الوسطية والديمقراطية لم يكونا ملحقين بالنخبة السياسية التي حملت مشروع الدولة الوطنية حيث أن التعامل مع المسألة الديمقراطية لم يتجل كممارسة الا بعد أحداث 1978 وكل ذلك يفيد بأن مفهوم العائلة الوسطية الحداثية الديمقراطية هو مفهوم طارئ وحديث النشأة. وأضاف الحناشي أن بروز حركة النهضة بعد الثورة أفرز ميلاد مشروع مناهض لها يجمع تيارات متقاربة يتناقض مع المشروع الفكري والاجتماعي لحركة النهضة يسمي نفسه العائلة الوسطية الديمقراطية الحداثية. ورأى المتحدث أن أسباب تشتت ما سمي بالعائلة الوسطية طبيعية لعدة أسباب من بينها أن بناءها السياسي كان هدفه الوحيد التضاد مع النهضة بينما كانت في داخلهم اختلافات عديدة سيما وان المنتمين اليها من مدارس سياسية مختلفة، مضيفا بأن التوافق بين رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي ورئيس الجمهورية الراحل الباجي قائد السبسي كان سببا مباشرا في حدوث الانقسام العمودي في نداء تونس وبروز التشتت داخل هذه المجموعة ووصوله الى ما وصل اليه الوضع اليوم. كما يفسر عبد اللطيف الحناشي تشتت هذه المجموعة بالصراعات الداخلية التي انخرطت فيها والتي بقدر ابتعادها عن هدفها الرئيسي التضاد مع النهضة الى صراعات بينية حول التموقع وزادت حدتها أمام تضخم الزعامتية داخلها والأنانية والنرجسية. ويخلص الحناشي الى انّ مستقبل هذه المجموعة يبدو غامضا ويزداد غموضا قياسا بغياب المشروع الاجتماعي الجامع ومواصلة كل طرف داخلها في فرض النزعات الفردية وتقديمها على آليات الإنقاذ والتجميع.