وأخيرا غابت مباركة عن الثورة المباركة وغابت نزيهة عن الانتخابات النزيهة وغابت رشيدة عن الحكومة الرشيدة وغابت الكرامة وحضر الائتلاف في العرس الانتخابي على الديمقراطية المعوقة القاصر حيث كانت المقرونة والشكوتوم أكثر من الزغاريد في غياب الكسكسي البربري التونسي الأصيل لا لوم عندي على من أحالتهم الأوضاع على أن يأكلوا من المزابل أن يلحسوا قيعان مثارد وليلة العرس المقروني المفلفل بشتى أنواع الفلافل والتوابل الشرقية والغربية المسمومة. لا تشمئزّوا إذا أصابتهم «البشمة» فتقيؤوا وجرت بطونهم بما أُطعموا فكل الأوضاع مراحيض عمومية مفتوحة في الهواء الطلق في عامها التاسع على التوالي لاستيعاب ارتفاع منسوب النتونة فابحثوا عن الأنفة قبل أن تسدّوا أنوفكم. لا يهم إن مدّوا أياديهم بجوعهم للمقرونة أو مدوها لقلب تونس بوطنيتهم خوفا عليه من السكتة في اللحظة الحاسمة الفارقة المهم أنهم هنا والأهم أنهم أزاحوا من كان يعتقد أنه لا يزاح والخطير أنهم أشعلوا الضوء الأحمر على فوهة الهاوية والأخطر من يرى الضوء «فوشيكا» احتفاليا بالعرس الانتخابي ويواصل التطبيل والشطيح دون انقطاع. ٪58٫7 من الناخبين استكثروا في تونس غمس «اصبع الشهادة» في الخبر الانتخابي. وتلك هي الشهادة على أن العرس الانتخابي يخفي موكب العزاء في الوطنية عند الأغلبية الناخبة للمجهول قائدا للبلاد. وهذا جبل شعانبي آخر يهدد كيان الدولة.