قد يتّهم البعض جماهير الكرة بالتعصّب والهَمجية وحتى "الإرهاب" كما حصل مع أحد وزراء ما بعد الثّورة. لكن هذه "الشّيطنة" لا يمكنها بأي حال من الأحوال أن تحجب الوعي الكبير للجماهير الرياضية. فقد تتعصّب بعض مجموعات الأحباء بشكل أعمى لألوان أنديتها وقد يقاطع البعض الآخر الإعلام ويُعلن العداء ل "السّيستام" لكن عندما يتعلق الأمر بمصلحة الوطن فإن كل الألوان تذوب تحت العلم الغَالي. وقد جاءت الانتخابات الرئاسية لتؤكد للمرّة الألف التماسك الكبير بين التونسيين بغضّ النظر عن انتماءاتهم الكروية. وقد تزاحمت الصُور التي تُوثّق "تلحّف" أحباء الترجي والافريقي بالراية الوطنية داخل البلاد وخارجها. ولاشك في أن هذه الصُّور بألف معنى وقد تكون أفضل جواب للأشخاص الذين يتوهّمون بأن الكرة تُفرّق ولا تجمع ويزعمون أن جمهور الرياضة "جاهل" وعنيف في حين أن القاعدة الجماهيرية للكرة تضمّ الطلبة والأستاذة والأطباء والمحامين والنواب... كما أن المجموعات التي يكيل لها البعض الاتهامات تحمل قضايا شريفة وعادلة بداية بالقضية الأم فلسطين وصولا إلى التمسك بكشف الحقيقة حول ملف قتل عمر العبيدي في محيط رادس.