90 بالمائة من الناخبين من الفئة العمرية ما بين 18 و25 سنة انتخبوا المترشح قيس سعيّد. جيّد هناك من لفت نظر الشباب في هذا البلد. المترشح ذاته والذي منحه الشباب منصب رئيس الجمهورية اعترف بفضل الشباب عليه وقال إنّه حين فكّر في الترشح لمنصب الرئيس في العام 2015 لطرح فكرة تأسيس سياسي جديد في البلاد وجد الدعم من الشباب وان هذا الأخير هو من تطوّع لانجاح حملته الانتخابية بعيدا عن عدسات الصحافة وبعيدا عن انظار كل الفضوليين وهم الذين وصلوا الى الناخبين على ظهور الدواب يقنعونهم بالتأسيس الجديد. حسنا سيّدي الرئيس نفهم من هذا المسار انك ستنهي قريبا رحلات الموت نحو الشمال حيث يفضّل الكثير من الشباب والأطفال طلبة وتلاميذ وعاملين ومعطّلين المغادرة خلسة في رحلات الهجرة غير النظامية نحو السواحل الإيطالية. اغلب هؤلاء لم يطلبوا يوما تأشيرة سفر من دول الشمال المتوسطي فقط لانهم يعلمون مسبقا ان الإجابة ستكون الرفض فهل تنجح في فتح أبواب الدول الاوروبية في وجه الشباب حتّى ننهي ماساة الموت غرقا في عرض المتوسط؟ قضية أخرى لا تقل أهمية من قضايا الشباب وهي استهلاك المخدرات والزطلة والتي تُباع أيضا في اسوار السجون تحت انظار الدولة وتباع في محيط المؤسسات التربوية والجامعية فهل تقف صدّا منيعا ضدّ تجارها؟ قضايا أخرى كثيرة يغرق فيها الشباب والمراهقون اليوم أولها مخاطر الاستقطاب الإرهابي والانخراط في العنف والجريمة بسبب غياب الادراك والانتشار الواسع للثقافة السطحية الشعبوية الفايسبوكية فهل ينجح الرئيس في مساعدة الشباب على استعادة رشده؟