انتهت الانتخابات التشريعية الرئاسية السابقة لاوانها بتنويه وطني ودولي بنزاهة الانتخابات وتقف اليوم تونس أمام رئيس جديد ومجلس نيابي انتخبهما الشعب بشكل مباشر وصادقت المنظمات والجمعيات المعنية بالعملية الانتخابية على نتائجها. كثيرون اليوم مسرورون بنتيجة الانتخابات ليقينهم أن قيس سعيّد الرئيس الجديد كما سيعلن عنه اليوم الخميس رسميا يملك مفاتيح الجنة وكذلك أعضاء مجلس النواب الجديد لكن سيكتشف بعد أسابيع فقط عدد كبير من مساندي قيس سعيّد أنه لا يملك عصا سحرية ولا يملك حسب صلاحيات الدستور أي سلطة للتغيير في الحياة اليومية للتونسيين التي تبقى من مشمولات الحكومة التي لا يملك الرئيس قيس سعيد أي سلطة عليها. سيكتشف أنصار قيس سعيد كما أنصار الأحزاب التي ستشكل الحكومة أنها لا تملك عصا سحرية وأن محنة تونس الاقتصادية والاجتماعية مازالت ستتواصل إلى زمن لا أحد يمكن أن يقدره في غياب الأحزاب التي تتجرّأ على مواجهة الشعب بحقيقته وكشف كل الحقيقة للشعب التونسي والقطع مع البطولات الوهمية التي تقوم بها بعض الجمعيات والأحزاب والقوى السياسية التي تتحاشى مواجهة الشعب وتسمية الأشياء بمسمياتها. تونس اليوم أمام امتحان كبير نرجو أن نتجاوزه بأخف الأضرار فلم تعد تونس تتحمل هذه المحنة التي طالت أكثر مما يجب فمهما تكن الاختلافات السياسية والإيديولجية بين الفرقاء لابد من احترام الاختلافات ولابد من حماية المسار الانتقالي التونسي وصناعة الأمل في مواجهة الهستيريا التي يعيشها الشارع التونسي من أجل العودة إلى 2011 التي دفع التونسيون ثمنها غاليا وبعد أن نجحوا في صياغة الدستور ونبذ الاقصاء واحياء تقاليد الدولة التونسية العظيمة. فالحكومة الجديدة ومهما كانت تركيبتها مطالبة باحياء الأمل وتحقيق المطالب الاقتصادية والاجتماعية العاجلة والملحة للشعب التونسي. فهل ينجح مجلس النواب الجديد في اختيار رئيس حكومة وحكومة قادرة على قلب المعطيات وإعادة تونس إلى مشروعها الإصلاحي أم تكون مجرد رقم في مسيرة تعاقب الحكومات؟