تداولت كبرى وكالات الأنباء في العالم كامل نهار أمس صورا لموكب تنصيب الرئيس الجديد قيس سعيّد وأدائه اليمين الدستورية ودخوله قصر قرطاج وتوديعه القائم بأعمال رئيس الجمهورية محمد الناصر. كما يحدث في الدول العريقة في الديمقراطية التي لها تاريخ ديمقراطي عريق. فتونس اليوم أصبحت عضوا قارا في النادي الديمقراطي مع كبرى دول العالم رغم أنها في جغرافيا عربية وإسلامية مازالت ثقافة القبيلة والعشيرة والجهة والتمسك بالحكم والاستبداد ركنا من أركان المنظومة الذهنية والأخلاقية والسياسية. فشعب تونس لا أعتقد أنه سيرضى مستقبلا بالتراجع عن هذا المكسب الذي تحقق للتونسيين بعد 14جانفي رغم الإخفاق الاجتماعي والاقتصادي. وهو ما يعيشه المواطن يوميا. هذا المكسب قد يتعطل إذا لم تتغير حياة التونسيين. فالحديث عن الديمقراطية وعن التونسيين الذين أبهروا العالم لكن هذا يبقى مجرد حديث عواطف وعنتريات مالم يكن مرفوقا بإنجازات فعلية في الضغط على الأسعار في إصلاح المنظومة الصحية والتربوية والبنية الأساسية والنقل حتى يلمس المواطن فعليا أن حياته تغيرت. وإذا لم يحدث هذا ستكون البلاد مفتوحة على المجهول. فالفقراء والعاطلون والطبقة الوسطى التي سحقتها حكومات ما بعد 14 جانفي قد لا يتواصل صبرهم أكثر من هذا. فهناك استحقاقات عاجلة والحكومة الجديدة مع الرئيس لا يملكون عصا سحرية. لكن لابد من إثبات حسن النية في اتجاه الإصلاح ودون هذا قد تعود البلاد إلى مربع 2011 خاصة مع مؤشرات أزمة تشكيل الحكومة.