لا يوجد طرف سياسي أو حزب قادر على ايجاد حلول لمشاكل تونس بمفرده... كل الأحزاب التي ترشحت وفازت في الانتخابات عاجزة بمفردها ان تجد الحلول وتنهي الأزمة التي يمكن ان تتعمق. البحث عن المحاصصة وتقسيم كعكة الحكم سيزيد من عمق الأزمة ومحاسبة التونسيين اذا فشلت الأحزاب الفائزة في الانتخابات في إنقاذ البلاد ستكون قاسية جدا هذه المرة. التونسيون لن يغفروا أبداً اذا فشل من فاز في الانتخابات حكومة ورئيسا وإذا عجزوا عن تنفيذ وتجسيد ما وعدوا به. الجميع يعرف ان الوضع صعب للغاية وان الاقتصاد متدهور وان حالة الاحتقان الاجتماعي ككورة الثلج تكبر كل يوم لكن على من سيشكل الحكومة المقبلة ان يدرك انه رغم كل ذلك أمامه فرصة واحدة لينجح وينقذ البلاد ويعيد للشعب الأمل من جديد. تونس لا تحتاج الى حكومة تطلب من الشعب مزيدا من التضحية فقط... التضحية يجب ان تشمل الجميع. تونس تحتاج الى عدالة جبائية وتحتاج الى إزالة العراقيل بشكل حاسم وكلي امام أصحاب المبادرات ونوايا الاستثمار... وتحتاج الى إدارة عصرية متطورة والى قضاء عادل يضمن حقوق كل الناس. تونس تحتاج الى حكومة تبادر وتستنبط الحلول وتُقدم وتحسن التفاوض وتحتاج الى حكومة تصارح الشعب. صحيح ان كل القطاعات تعاني من المصاعب لكن الوصول الى حلول ممكن. تونس تحتاج اليوم الى مصالحة وطنية حقيقية، رؤوس الأموال في تونس أصبحوا اكثر خوفا ويرفضون المغامرة والاقتصاد أصبح تحت سلطة المهربين والمحتكرين. نخشى ان نضيع الوقت والجهد في البحث عن المحاصصة وتوزيع الحقائب الوزارية على الموالين بعيدا عن الجدارة والكفاءة والقدرة على إيجاد الحلول. أمام الحكومة المقبلة تحديات كبيرة أهمها ان المطلوب منها ان لا تفشل في برامجها اذا كانت لها برامج. لنبتعد عن منطق المحاصصة وإقصاء الكفاءات، لنبتعد عن منطق الترضيات وتقسيم كعكة الحكم ولنبحث عن التوافق وعن مصلحة تونس أولا وعن الحلول بعيدا عن الجدل السياسي العميق الذي رافقنا كل هذه السنوات.