كشف الوزير في حكومة المرحوم محمد مزالي للحماية الاجتماعية والشغل رضا حمزة أن قانون إعادة هيكلة الصناديق الاجتماعية تضمنه قانون مالية 1986 لكنه لم ير النور. تونس (الشروق) يعتبر وزير الحماية الاجتماعية والشغل في حكومة المرحوم محمد مزالي رضا حمزة «أب» الضمان الاجتماعي في تونس. فقد كان أول رئيس مدير عام للصندوق الوطني للتقاعد والحيطة الاجتماعية الذي غادره في 1984 للوزارة المحدثة آنذاك الحماية الاجتماعية والشغل التي غادرها بعد عامين. رضا حمزة كشف ل»الشروق» أن تأسيس الصندوق الوطني للتقاعد والحيطة الاجتماعية تأسس سنة 1976 بإرادة من الهادي نويرة رحمه الله ليوحد الثلاثة صناديق التي كانت موجودة وقتها. وهي الصندوق الوطني للتقاعد وصندوق التغطية الصحية وصندوق خاص بالمؤسسات العمومية (الستاغ والصوناد…) وكان هذا الصندوق وقتها أول مؤسسة تتمتع بالاستقلالية الإدارية والمالية وشخصية مستقلة وقد كان وراء تقديم هذا المشروع الذي مثل ثورة إدارية وقتها ولقي مساندة كبيرة من الهادي نويرة الذي كانت له إرادة سياسية صادقة للفعل والإنجاز. وكما كان وراء «المعرف الوحيد» الذي أنجزه مركز الإعلامية التابع للصندوق والمعهد الوطني للإحصاء وبذلك تغير نسق تأدية الخدمات للمنخرطين. وذكر رضا حمزة أن الوزير الأول كان يوقع على تقاعد كل موظفي الدولة من أصغر درجة إلى أعلى درجة حتى منظف في بلدية في منطقة نائية أو عون استقبال في معتمدية في أي مكان من الجمهورية. كما أصبح المتقاعد يحصل على جرايته بعد شهر فقط من التقاعد وكذلك منحة رأس مال الوفاة وجرايات الأرامل. ونفى رضا حمزة أن يكون خيار بناء المساكن التابعة للصندوق في كل مراكز الولايات هو السبب في الأزمة المالية التي يعاني منها الصندوق. بل تمثل هذه العقارات رأس مال كبير يمكن أن يحقق مداخيل كبيرة وموارد لو يتم استغلالها على أحسن وجه. واعتبر أن أغلب الذين يقيمون في هذه الشقق مخالفون للقانون الذي ينص على أن من يملك بيتا في أي جهة عليه آليا أن يغادر لأن هذه الشقق معدة للكراء في إطار سياسة اللامركزية لتوفير مساكن لموظفي الدولة في الجهات. وكشف حمزة أن الصندوق الوطني للتقاعد والحيطة الاجتماعية كان وراء بعث أول مركز لتصفية الدم باقتراح من الدكتور الماطري بعد أن كانت هذه العمليات تتم في الخارج. وتكلف الدولة مئات الملايين. ال"كنام" وإصلاح الصناديق كشف رضا حمزة أنه أعد مشروع التغطية الصحية «الكنام «في الثمانينيات في إطار إصلاح الصناديق الاجتماعية. وفي هذا السياق قال لاحظت أن هناك هوة بين القطاع العمومي والخاص في حين أن المرض والعلاج واحد لا يستثني أحدا. وأكد أن مشروع «الكنام» جاء في إطار هيكلة جديدة اقترحها على الحكومة كوزير للحماية الاجتماعية والشغل. ووافق عليها الزعيم الحبيب بورقيبة وعينه رئيسا مديرا عاما لكل الصناديق. وتم تضمين الهيكلة الجديدة في قانون مالية 1986. لكن المشروع قبر ولم ير النور. ويتضمن مشروع الهيكلة الجديدة بعث أربعة صناديق وهي: صندوق للتقاعد مهمته الأساسية صرف الجرايات لكل القطاعات صندوق التأمين على المرض (الكنام الآن) صندوق المساعدات الاجتماعية (صرف منح وجرايات للفقراء والمطلقات وذوي الاحتياجات الخاصة…) الصندوق الوطني للحماية الاجتماعية وهذا الصندوق يتولى التمويل ومداخيله متأتية من مساهمات الأجراء في القطاعين العام والخاص والأعراف والدولة. ويتم كل نهاية سنة بالاتفاق مع المنظمات الوطنية للشغل والأعراف والفلاحين دراسة التقرير المالي للصندوق وتحديد حاجياته المالية للعام الجديد والبحث عن مصادر تمويله ضمن قانون المالية. ومما يذكره رضا حمزة الذي لازم الصمت منذ مغادرته الحكومة أنه طرح مشروع ميثاق التضامن الاجتماعي لمقاومة الفقر. وهو المشروع الذي تم تطويره في ما بعد ليكون صندوق 26/26. وفي خاتمة حديثه قال رضا حمزة إن الترفيع في سن التقاعد قرار إيجابي وكذلك مساهمة الأجراء ب٪1 لأنه لم تبق هناك حلول أخرى ما لم تتم إعادة هيكلة كاملة لكل الصناديق وإحداث الصندوق الوطني للحماية الاجتماعية. رضا حمزة في سطور من مواليد مدينة رأس جبل سنة 1936 من الجيل الأول للطلبة التونسيين بعد الاستقلال في باريس قيادي في الاتحاد العام لطلبة تونس أول الستينيات تولى إدارة التعاضد في وزارة المالية سنة 1968 أول رئيس لبورصة الأوراق المالية أول رئيس مدير عام للصندوق الوطني للتقاعد والحيطة الاجتماعية سنة 1975 إلى 1984 الرئيس المدير للشركة الوطنية لسياحة الشباب وزير الحماية الاجتماعية والشغل من 1984-1986