هي واحدة من الوجوه البارزة في المشهد الإعلامي.. جمعت بين اناقة المظهر والحضور المتوهج والحرفية العالية في التعاطي مع مختلف الملفات الحارقة التي تشرف على اعدادها وتقديمها على الوطنية الأولى. تتوفر على ثقافة عالية ورؤية متأنية واقعية دقيقة للأحداث بكل تفاصيلها... هي زينة الخميري . للطفولة دور حاسم في تحديد ملامح الشخصية فأية ذكريات تحملين عن هذه الطفولة؟ شيئان علقا ببالي عن فترة الطفولة اولهما الاهتمام المتزايد من العائلة بي باعتبار تعرضي لازمة صحية حتمت بقائي في مستشفى القصاب لفترة وما رافق ذلك من قلق كبير عاشته والدتي حفظها الله وتعب مادي ومعنوي لوالدي رحمه الله والامر الثاني هو ان والدي كان يلقبني بزينب الصحفية أسوة بإحدى شخصيات مسلسل مصري عرض وقتها مسيرتك المدرسية ما مدى تأثيرها عليك؟ مسيرتي المدرسية كانت عادية جدا ولا اعتقد انها اثرت على مسيرتي المهنية فقط بعض الاساتذة اشاروا لي في اكثر من مناسبة الى ان قراءتي للنصوص تشبه كثيرا قراءة الاخبار ونصحوني بالتخصص في ذلك لو نتوقف عند أبرز المحطات المهنية ماذا تقولين عنها؟ -المحطة ما قبل الاولى ان صح التعبير لأنها لم تستمر طويلا وكانت بمثابة التربص في برنامج لكل الناس مع المرحوم جمال الدين بالرحال وكان الظهور الاول واكتشاف العمل التلفزي المحطة الثانية كانت في نسمة صباح مع العزيزة زكية الحديجي ومن هنا انطلقت التجربة مع الاخبار قراءة وتحريرا ضمن فريق متميز من الصحفيين بينهم نعيمة عبد الله وبسمة دفدوف وسعيدة بن حمادي استفدت منها كثيرا واستمرت قرابة الخمس سنوات توازيا مع ذلك طلبت مني السيدة فتحية عدالة الانضمام الى فريق الاخبار بالتلفزة التونسية ودعمتني بشكل كبير. هذا قبل الثورة اما بعد الثورة والتغير الكبير في المشهد الاعلامي فكانت ابرز المحطات تقديم النشرة الرئيسية للإخبار وايضا البرامج السياسية وايضا التغطيات المباشرة لأكثر من حدث منها اغتيال الشهيد شكري بلعيد وحفل نيل الرباعي الراعي للحوار جائزة نوبل والمحطات الانتخابية الكبرى وهي تغطيات مباشرة لمدة خمس ساعات تقريبا. ألا توجد محطات تودين اسقاطها من الذاكرة؟ كل المحطات اعتز بها بسلبياتها وايجابياتها لأنها صقلت شخصيتي وتعلمت منها الكثير. تخصّصك في العمل التلفزيوني ما مدى اقتناعك بهذا الاختيار؟ مقتنعة تماما بتخصصي في العمل التلفزيوني رغم انني لست من خريجي معهد الصحافة كنت ومازلت مقتنعة تماما ان العمل التلفزيوني يتطلب الى جانب التكوين الأكاديمي الموهبة والكاريزما والشغف بهذا العمل والتضحية من اجله هل كان بإمكان ان تكون زينة الخميري في مجال مهني غير الاعلام المرئي؟ كنت أحلم دائما بالعمل وراء المصدح والقدر وضعني امام الكاميرا ولا أدرى لماذا كنت اشعر دائما انني سأكون قارئة اخبار يوما ما والحمد لله تحقق الحلم كيف عشت الاستحقاقات الانتخابية في تونس؟ الاستحقاقات الانتخابية عاينتها عن قرب... عمل متواصل مع فريق كبير لتأمين تغطيات الوطنية لهذا الحدث وتقديم مادة محترمة وبين زينة بصفتها المهنية وزينة المواطنة التي تنتظر انفراجة للوضع في تونس علها تأتي بعد الانتخابات هل فاجأتك نتائج هذه الانتخابات وكيف؟ بالعكس توقعت النتائج في التشريعية والرئاسية بحكم تقديمي للبرامج السياسية منذ سنوات المشهد كان واضحا امامي احزاب ستصعد واحزاب ستتهاوى وتتراجع واعتقد ان اغلبية الصحفيين توقعوا ذلك الكل يعرف تقريبا ماذا يطلب الناخب اليوم الآن وقد انتهت الانتخابات ...هناك سؤال يتردد على كل الالسنة اين نسير اليوم؟ اليوم نحن امام امرين اما استيعاب الدرس وهنا الكلام موجه لكل النخبة السياسية على اختلافها والعمل على استعادة ثقة المواطن التونسي فيهم وفي مؤسساته الوطنية ودولته وترك الخلافات والتجاذبات وخاصة المحاصصات جانبا او اننا سنبقى في نفس الدائرة المغلقة وتزداد الوضعية تعقيدا وسوءا في البلاد. كيف تقرئين الإعلام اليوم؟ -المشهد رغم تنوعه وتعدده هو مكسب مهم للمتلقي وللاعلاميين الا ان التجاوزات فاقت الحدود وساهمت في خلق انقسامات داخل المجتمع. ما هي أكبر التحديات امام الاعلام العمومي اليوم وهل يمكن الحديث عن مميزات يختص بها هذا الصنف من الاعلام؟ الاعلام العمومي ورغم الامكانيات الضعيفة المرصودة له يجتهد في ظل الانفلات الاعلامي الكبير حتى يكون المصحح للمسار والمجمع لكل العائلة التونسية ومع ذلك هو مطالب اليوم وأكثر من اي وقت مضى ان يقترب اكثر من مشاغل المواطنين ويقدم منتوجا يرقى الى انتظاراته. بعيدا عن المشاغل المهنية.. كيف تعيش زينة الخميري يومها؟ يومي موزع بين العمل ومشاغل الاطفال وككل ام تونسية اهتم بعائلتي اولادي وزوجي . في حياة زينة الخميري هل هناك خطوط حمراء؟ الخط الاحمر ربما هو الاحترام لا اتسامح مع قلة الاحترام من هو صديق زينة الخميري؟ صديقي هو من اجده في حزني وفي فرحي من يقلق لقلقي ويسعد لسعادتي هو اخ لم تلده امي والحمد لله وهبني الله اصدقاء حقيقيين اذكر منهم نعيمة عبد الله والفة الخديمي وحسيبة الساحلي. أي حضور للمطالعة ضمن اهتماماتك ولمن تقرئين؟ أحاول ان اجد وقتا للمطالعة وبين يدي الآن رواية الندبة لبروس لأوري ترجمة وئام غداس. ما مدى حضور الموسيقى عندك وما هي الأصوات التي تطربين لها؟ الموسيقى هي كل حياتي وكنت اشارك وانا تلميذة في المهرجان الوطني للموسيقى مع نادي الموسيقى بالمعهد نشأت في عائلة تعشق عبد الحليم وام كلثوم وفريد الاطرش كل لحن جميل يطربني وكل صوت جميل من الجيل الحالي والماضي يطربني وكل كلمة صادقة تصل الى اعماقي أحب صابر الرباعي مدحت صالح وعلي الحجار وأحب الفة بن رمضان وصوفية صادق وكارول سماحة وجوليا بطرس والقائمة تطول. والسينما؟ لا أشاهد الافلام الافي البيت مع زوجي واولادي . هل تخصصين وقتا لمشاهدة البرامج التلفزيونية؟ - بحكم عملي اتابع مختلف البرامج في القنوات التونسية وخاصة السياسية واتابع البرامج المتخصصة في اكتشاف المواهب في القنوات الأخرى. السفر وعلاقتك به؟ أعشق السفر وان كنت لا اسافر كثيرا لاعتبارات عائلية. أعتزّ بكل المحطات التي مرّت بإيجابياتها وسلبياتها نتائج الانتخابات لم تكن مفاجأة بالنسبة لي... وأنتظر انفراجا للوضع