من جديد عاد موضوع غلق "السياب " على واجهة الأحداث بصفاقس وسط خلافات بين الطرف النقابي المتمسّك بمواصلة النشاط حفاظا على مواطن الشغل مع القضاء على مصادر التلوث ، مقابل تمسّك المجتمع المدني بالغلق لما يتسبب فيه المصنع من تلوث أضر بالجهة .. «الشروق» مكتب صفاقس الجديد في الموضوع هو الاجتماع المنعقد خلال هذا الأسبوع بمقر رئاسة الحكومة والذي تم خلاله إمضاء محضر اتفاق متعلق بتفعيل المشاريع البديلة التي ستقام على أرض مصنع السياب بصفاقس حفاظا على مواطن الشغل بالجهة وضمانا لحق الجهة وأبنائها في تنمية مستدامة تحترم فيها كل شروط حماية البيئة حسب نص الإتفاق. الاجتماع حضره ممثلون عن الاتحاد العام التونسي للشغل(المركزية النقابية-الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس-الجامعة العامة للنفط والمواد الكيميائية-الفرع الجامعي للنفط والمواد الكيميائية-نقابات المجمع الكيميائي ، مع ممثلين عن الحكومة(كاتب عام الحكومة-وزير الصناعة-مدير ديوان وزير الصناعة-المتفقد العام للشغل..) وحسب الكاتب العام الجهوي للشغل بصفاقس عبد الهادي بن جمعة ، فقد تم الإمضاء على محضر اتفاق لتفعيل المشاريع البديلة التي ستقام على أرض المجمع الكيميائي بصفاقس وان 9 منها سترى النور خلال السنوات القادمة. وبين الهادي بن جمعة ان من بين هذه المشاريع هو إحداث مركز تكوين في علاقة بنشاط المجمع الكيميائي في الولايات القريبة إلى جانب إحداث قطب رياضي وثقافي ومؤسسات تجارية، كما سيتم الاستثمار في محطة وطنية لإنتاج الكهرباء عبر الطاقات المتجددة وبالتالي ستساهم في تزويد مناطق طينة وحي الحبيب بالماء الصالح للشرب التي تعاني من انقطاع الماء خاصة في فصل الصيف. وأشار عبد الهادي بن جمعة إلى أنه تم التأكيد على مبدإ التزام الدولة بعدم التفريط في المخزون العقاري للمَجمع(212هكتارا) باعتباره ملكا للمجموعة الوطنية مشيرا إلى أن بعض الدراسات جاهزة حول بعض هذه المشاريع ال9 التي تم الاتفاق عليها. ومن المعلوم أن موضوع مصنع "السياب" المستغل من قبل المجمع الكيميائي التونسي من أكثر المواضيع المطروحة بصفاقس والتي تثير جدلا كبيرا باعتبار أن قرار غلق السياب قرار قديم لكنه لم يفعل ، وقد تحرّك المجتمع المدني في مناسبات عديدة مطالبا بغلق المصنع الذي بات يوصف بمصنع الموت نظرا لتأثيراته البيئية ، لكن الطرف النقابي رأى في هذا الطلب إحالة عدد كبير من العمّال والموظفين على البطالة مع نية البعض الاستحواذ على أراضي المصنع لا غير. مصنع "السياب" بصفاقس يقع على الشريط الساحلي الجنوبي للمدينة على مساحة تقدر مساحته ب5600 هكتار، وقد انطلق نشاطه سنة 1952 ويعد أول وحدة لتحويل الفسفاط في البلاد.