قُتل أبو بكر البغدادي رأس «داعش» أشرس تنظيم إرهابي في القرن 21 واُلحقت أشلاؤه بجثة أسامة بن لادن في البحر، حسب تصريحات واشنطن. وشد الاعلام الامريكي العالم كله الى عاصمة بلاده (ومن اقدر من هذا الاعلام على الاثارة) ليتابع الرئيس ترامب وهو نافخ اوداجه يسرد امام الكاميرات سيناريو القضاء على الداعشي الاكبر... سيناريو هوليوودي مثير رسم «البطولات» الكاوبوية ودور ساكن البيت الابيض في العملية ..نصف الكلام كان للخارج لمحاولة التاكيد انه لولا هذه البطولات لاكلت داعش الزرع والضرع.. ونصف الكلام للداخل لاقناع الناخبين بانه لولا ترامب و«حكمته وحزمه» لما بلغت امريكا هذه الدرجة من القوة.. والخارج يعرف الحقيقة.. أن هذه الداعش صناعة امريكية محفوظة الحقوق، قالها ترامب نفسه في سباقه للبيت الابيض.. يعرف العالم متى انشئت داعش وكيف ولماذا .. تابع الاحداث والدواعش يسيطرون على ثلث العراق ويزحفون على سوريا في قوافل عسكرية مدججة عبر آلاف الكيلومترات المكشوفة على مراى ومسمع وربما بتوجيه من عيون امريكا على الارض وفي السماء..يعرف العالم ان السيف الداعشي رفع على رقاب العراقيين ليطلبوا عودة جنود واشنطن بعد ان طردوهم وقد حصل.. وعلى رقاب السوريين لاتخاذه حجة لدخول الشام بحجة محاربة الارهاب والتغطية على المخطط الحقيقي وهو السيطرة على كل المنطقة واعادة رسم الخارطة العربية بما يخدم سيطرة صهيونية لا يقدر عليها كيان مذهبي او عرقي.. تابع العالم امريكا وهي تزود الارهابيين من الجو، وتفتح لهم الطريق، وتضرب المواقع لتسهيل اجتياحها (مثلما حصل في جبل الثّردة في دير الزور) وتهرب القادة والمقاتلين وعوائلهم اذا ما حوصروا .. من دون ان تنسى التغطية على ذلك بضربة هنا وهناك واستغلال معظم هذه الضربات لتدمير منشات وبنى تحتية عراقية وسورية (ومدينة الرقة التي سويت بالارض شاهدة). لم يختلف مسار داعش عن تنظيم القاعدة ولا مصير البغدادي عن القاعدي اسامة بن لادن. القاعدة كانت صناعة امريكية كان لها دور في اخراج الجيش الاحمر السوفييتي من افغانستان ثم في احتلاله وايضا في مزيد التمكين للامريكيين في الخليج.. وانتهى دور بن لادن فتم القضاء عليه والقي جثمانه في البحر.. وانتهى دور البغدادي فالقي طعاما للحيتان.. رحل بن لادن وبقيت القاعدة.. وقتل البغدادي وبقيت داعش.. غرسوا الراسين وانجزا المهمة ولما باتا عبءا قلعوهما.. وبقي التنظيمان خميرة لعجينة إرهابية جديدة ونطفة لتنظيم ارهابي يولد في مكان ووقت تختارهما واشنطن لتطلقه بُعبعا يمهد لها لاستمرار السيطرة على اجزاء من العالم والكثير من ثرواته ويضمن للصناعات العسكرية الأمريكية الازدهار الدائم... والتاريخ الامريكي كله حروب لا تنتهي ونهم للثروة لا يشبع.