يؤدي اليوم رئيس الحكومة يوسف الشاهد بتكليف من رئيس الجمهورية قيس سعيّد زيارة رسمية إلى الجزائر التي تمثل الشريك الأساسي لتونس في قضايا التنمية والأمن. فقد وقفت الجزائر مع تونس في محنتها الأمنية بعد انهيار الأجهزة الأمنية في 2011. كما ساندت تونس في أزمتها الاقتصادية من خلال دعم القطاع السياحي والقروض والمنح والدعم اللوجستي الكبير في مستوى مراقبة الحدود. وفي الحقيقة هذا الدعم الجزائري الذي أنقذ تونس من أزمات كبيرة ليس غريبا على جزائر المليون شهيد ومفدي زكرياء وبن بلة وبومدين وبن مهيدي وبوضياف وبوتفليقة وغيرهم من رموز الجزائر البيضاء. وهو تواصل للعلاقات الاستثنائية بين البلدين منذ العهد الحفصي مرورا بمعركتي التحرير وبناء الدولة. فالعلاقة بين البلدين هي علاقة استراتيجية. ولا يمكن أن تكون تونس في مأمن من المؤامرات الإرهابية دون دعم الجزائر اضافة الى الجزائريين الذين احتضنتهم تونس سنوات معركة التحرير وسنوات الإرهاب الأعمى في العشرية السوداء. الزيارة الرسمية الأولى التي يؤديها رئيس الحكومة الشاهد بتكليف من رئيس الدولة سعيّد مؤشر إيجابي يؤكد أن رئيس الجمهورية الجديد لم ينس في غمرة نشوة «الشعب يريد» أن للجغرافيا والتاريخ أحكامهما التي تتجاوز الشعارات والأحلام والثورجيات أيضا. فتونس أكبر من الرؤساء والوزراء الذين يذهبون وتبقى تونس ومصالحها العليا وتدشين أول زيارة رسمية بعد تنصيب الرئيس قيس سعيّد الذي كنا نتمنى أن يقوم بنفسه بهذه الزيارة دليل على أن الدولة التونسية العظيمة ستتواصل رغم ما يمكن أن يطرأ في الطريق من عثرات. فتونس ليست شخصا بل شعب عظيم والدولة لها تقاليدها وأستراتيجتها ومصالحها مهما كان أسم الرئيس أو رئيس الحكومة أو الحزب الحاكم ؛تونس أولا والجزائر وليبيا هما عمقنا الأستراتيجي.