«الشروق» مكتب الساحل: فاجأ سمير بوقديدة الوالي السابق لولاية القصرين مواطني المنطقة باستقالته رغم العلاقة الطيبة التي تربط الطرفين والعمل الجدي الذي قام به وحالة الرضى عن أدائه. واليوم تمر ثلاثة أشهر على استقالته وفضّل سمير الصمت طوال هذه الفترة ولكن ظهر عشية السبت في إذاعة «كنوز آف آم» وأكّد قائلا «منذ أن قدمت إستقالتي وإلى اليوم لا أحد من المسؤولين سألني عن سبب ذلك» ، وحول سبب الإستقالة قال «عشت سنتين مع أهالي ولاية القصرين واقتربت منهم كثيرا وشعرت بما يعانونه ويدركون أني كنت الوالي الوحيد الذي يتحدث باختلاجاتهم وبما يجول بخاطرهم ويتكلم بمشاكلهم حتى أني كنت دائما أوصيهم بالحديث عن المشاكل والنقائص والسلبيات حتى في حضور مسؤولين من السلطة المركزية ،فأن يستقيل وال في القصرين وبعد فترات صعبة عشتها هناك وأنا الوالي الوحيد الذي بقي سنتين متاتليتين هناك فذلك قرار كان صعب إتخاذه رغم أن الوضع كان عاديا والعديد من المشاريع تحركت وتقدمنا اشواطا مهمة ومتقدمة في الحرب على الفساد في القصرين والأهالي يعلمون كل ذلك ، منظومة كاملة بدأنا في تفكيكها ولكن عندما وصلتُ إلى وضعية الإستهداف التام حينها لي أن أختار ولا أريد أن أذكر الطرف الذي استهدفني لأن واجب التحفظ يمنعني من ذلك ومن ذكر التفاصيل»، وحول إن كان الإستهداف من طرف المهربين أو من طرف المسؤولين قال بوقديدة « لا أريد الدخول في التفاصيل ولكن ما أؤكّده أن هناك منظومة فساد واجهناها وقمنا بضربها وتم استهدافي من بعض اللوبيات إلى جانب ظروف أخرى لا استطيع ذكرها فقد خضت معاركا لم يسمع بها أحد والجميع يعرفون أن القصرين بدأت تتغير، وتونس لن نتغير إلا بحرب شرسة على الفساد وعلى اللوبيات، فأنا من جهتي بدأت كمسؤول جهوي القضاء على الفساد والنجاح يبقى نسبيا لأن هناك حدود لم يتسن لي تجاوزها بحكم أني أصبحت مستهدفا وقرار الإستقالة لم يكن هروبا من المسؤولية لأني واجهت وضعيات لا يمكن لأحد حتى أن يتخيلها فقد تجاوزت كل الوضعيات الصعبة»،وفي خصوص ردة فعل المسؤولين عند تقديم الإستقالة أجاب سمير «لم تكن هناك أي ردة فعل تم قبول الإستقالة دون أي إستفسار أو رغبة في التعرف عن سبب ذلك وهذا ما يؤلمني حقا».