حذر «معهد دراسات الحرب» الامريكي ال «آي أس دبليو» في تقرير نشره امس الجمعة من احتمالات اندلاع نزاع مسلح خطير في شمال شرق سوريا، قد يؤدي إلى مواجهة عسكرية بين لاعبين كبار في منطقة الشرق الأوسط. واشنطن (وكالات) وأفاد المعهد، الذي يُعتبر من أبرز مراكز الأبحاث خبرة في واشنطن كونه يضم عددا من الجنرالات الأمريكيين والبريطانيين المتقاعدين، أن الفترة القصيرة المقبلة ستحمل منافسة «شبه أمنية» بين روسياوتركياوالولاياتالمتحدة ودمشق وطهران لبسط نفوذهم الميداني - العسكري في شمال شرق سوريا وفق ما اوردته امس قناة الحرة الامريكية . وكشف المعهد، الذي غالبا ما يُقدم استشاراته إلى قادة البنتاغون، إن المعلومات الاستخباراتية الواردة من سوريا تشير إلى عدم انسحاب قوات «وحدات حماية الشعب الكردي» من عدد مواقعها وفقا للصفقة بين روسياوتركيا، والتي قضت بتراجعهم الى عمق ثلاثين كيلومتراً من الحدود السورية - التركية. وأضاف المعهد في تقريره، أنّ ال الاكراد والفصائل المسلحة التابعة لهم، تواصل تنسيقها على خطيّن متوازنين أو أكثر مع كل من الولاياتالمتحدةوروسيا والحكومة السورية .وفي خضم عدم وضوح الاستراتيجيا الأمريكية لناحية العمليات المستقبلية خارج إطار ما أُعلن من مهمة جديدة لحماية حقول النفط، ذكر التقرير إن البنتاغون أعاد قواته الى الداخل السوري مرة جديدة بعدما كان أخرج جزءا منها في اتجاه العراق، وأن القوات الأمريكية ستستأنف نشاطها العسكري مع «قوات سوريا الديموقراطية ( اكراد)» في محافظة الحسكة وخارجها، في وقت تطمح فيه روسيا بتوسيع رقعة انتشارها في الشمال باتجاه الشرق إلى جانب مواصلتها تنفيذ دوريات منفصلة ومتعددة في أقصى الغرب بعيدا عن أي تنسيق مع تركيا أوالأكراد السوريين. وتوقع المعهد أنه من غير المرجح أن تقبل تركيا بهذه المقاربة الأمريكية والروسية، والتي تظهَر كأنها تقاسمٌ للمنطقة الشمالية والشمالية - الشرقية في المدى الطويل. وفي ظل تصاعد خطط اللاعبين، تركياوروسياوالولاياتالمتحدة، اعتبر المعهد إنه حتى الآن لم يستطع أي فريق تحقيق أي انتصار ولو في شكل رمزي، وخصوصا وان الدولة السورية بقيادة الرئيس بشار الأسد تستعد أيضا بدورها، ومدعومة من إيران ومجموعاتها، إلى تكثيف دورياتها في شمال شرق القامشلي وعلى مقربة من القوات الأمريكية المنتشرة هناك.وختم المعهد تقريره واصفا المشهد الأمني على الأرض وفي هذه المنطقة بالتحديد، بأنه يشبه حقل ألغام وأن خطر الاصطدام المقصود وغير المقصود بين الولاياتالمتحدةوسورياوروسياوتركياوإيران يزداد يوما بعد يوم.