مثلت الانتخابات التشريعية الأخيرة نقطة تحول مهمة لعدد من الأحزاب التي وجدت نفسها ممثلة في البرلمان لكن بعدد ضئيل جدا مقارنة بوزنها السياسي وبما كانت تطمح إلى تحقيقه. تونس «الشروق» تلقى عدد كبير من الاحزاب الديمقراطية والوسطية صفعة قوية في الانتخابات التشريعية حيث ان وزنها السياسي وطموحاتها كلها تكسرت على جدران صناديق الاقتراع وتراوحت تمثيليتها بين أربعة مقاعد ومقعد وحيد. وأمام تلك الحصيلة كان من الطبيعي ان نتساءل عن سبب استثنائها في النقاشات الأولية لتشكيل الحكومة التي تجريها حركة النهضة باعتبارها الحزب الأغلبي في الانتخابات التشريعية والمسؤولة دستوريا عن إجراءات تلك النقاشات. ومن بين الأحزاب المعنية بتلك الوضعية نجد اسماء مهمة منها حزب مشروع تونس الذي يترأسه محسن مرزوق وحزب البديل التونسي الذي يترأسه رئيس الحكومة الأسبق المهدي جمهة وحزب آفاق تونس الذي يتزعمه ياسين ابراهيم وحركة نداء تونس التي يتزعمها مديرها التنفيذي حافظ قائد السبسي. وبالرغم من ان رئيس الجمهورية المنتخب قيس سعيد استقبل اغلب قيادات تك الاحزاب الا ان حركة النهضة لم تتوجه اليها بعد في نقاشاتها حول تشكيل الحكومة ربما لانها لم تتحصل على عدد من المقاعد يجعلها وازنة في المشهد البرلماني. وفي الاثناء توجهت تلك الأحزاب الى تكوين كتلة موحدة في البرلمان أطلقت عليها تسمية «كتلة الإصلاح الوطني» وجمعت نواب كل من مشروع تونس ونداء تونس والبديل التونسي وآفاق تونس إضافة الى ثلاثة نواب مستقلين أي تم تكوين كتلة تضم خمسة عشرة نائبا لتصبح الكتلة السابعة الى حد الآن. وقال القيادي في حركة النهضة والوزير السابق الدكتور عبد اللطيف المكي ان حركة النهضة لم تتجاهل اي حزب لكنها انطلقت وبشكل منطقي في نقاشاتها مع الاحزاب التي لها كتل برلمانية كبيرة ولن تستثني الا من رفض النقاش معها. وأوضح المكي قائلا «المنطق الذي يفرض نفسه هو ان تتجه حركة النهضة الى الأحزاب التي سجلت نتائج معقولة في البرلمان وتتماشى مع رؤية الثورة والإصلاح، طبعا هذا لا يمنع ان نتوجه في مرحلة ثانية الى تلك الأحزاب اذا كان لديها استعداد لأنها بعد الانتخابات تدخل في مرحلة تأمل». وحول ان كان هناك قرار بعدم فتح النقاشات معها قال محدثنا «ليس هناك قرار بعدم التوجه إليهم ولا نستبعد ان نتجه إليهم إلا ان كان هناك قرار من عندهم، لكن هم في هذه المرحلة بصدد القيام بقراءة للانتخابات وهناك محاولات للتجميع أو الاندماج ، أنا شخصيا دردشت مع محسن مرزوق يوم التنصيب وكانت دردشة عادية حول الوضع العام في البلاد». وبالنسبة للاسم الذي سيقدم كمرشح لترؤس الحكومة قال الدكتور المكي «مجلس الشورى سيحسم نهاية الأسبوع في هذا الملف، خلال الاجتماع القادم سنمر الى الأسماء التي سيتم اقتراحها والاختيار من بينها». وحول الأسماء التي طرحت او يرجح ان تطرح قال «لم تطرح بعد أسماء بصورة رسمية في المؤسسات ما عدا اسم رئيس الحركة». كما نفى محدثنا ان تكون هناك نقاشات مع حزب قلب تونس حول تشكيل الحكومة فيما اكد ان النهضة متمسكة بان يكون رئيس الحكومة منها وأضاف «النهضة لديها مسؤولية وتريد تحملها ولا معنى لان لا يقبلوا بحكومة نترأسها لذا من يريد الدفع نحو عدم تشكيل الحكومة فليفعل ونحن ان لم نشكل الحكومة سنعيد الأمانة الى الشعب». وتابع «الرأي العام والأحزاب حملتنا المسؤولية في السابق عن حكومات لم نترأسها، لذلك تمسكنا اليوم بأن نتولى رئاسة الحكومة ونرسي ثقافة سياسية سليمة وقلنا ان احترام الدستور والديمقراطية يكون بتطبيقهما وليس بالقفز عليهما». الأحزاب التي تحصلت على اقل من 5 نواب حركة مشروع تونس 4 حركة نداء تونس 3 البديل التونسي 3 افاق تونس 2 الحزب الاشتراكي الدستوري 1