جددت قيادة الاتحاد العام التونسي للشغل تمسكها بموقفها القاضي بعدم المشاركة في الحكومة الجديدة وعدم ترشيح أو تقديم اي اسم من الاسماء لتضع بذلك حدا لكل ما يدور في الكواليس. تونس (الشروق) الموقف أكده بوضوح الامين العام نورالدين الطبوبي خلال هذا الأسبوع حين اكد امام المنتدى النقابي ان على الحزب الفائز في الانتخابات ان يشكل الحكومة وفقا للقانون والدستور ليضع بذلك حزب النهضة امام مسؤوليته الكاملة. سعي حزب النهضة الى البحث عن تفاهم مع اتحاد الشغل فشل بعد اصرار المركزية النقابية على ان تبقى خارج تجاذبات تشكيل الحكومة وخارج كواليس المشاورات بين الأطراف السياسية خاصة ان المعلومات تؤكد اليوم ان كل الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان القادم والفائزة في الانتخابات تتمسك برفض المشاركة في حكومة تترأسها حركة النهضة. مطالب قيادة الاتحاد العام التونسي للشغل أعلنت بشكل واضح -قبل تشكيل الحكومة الجديدة- انها لن تتنازل عن مواقفها. وستتمسك بكل مطالبها وأنها ستنفذ وستدعو الى الإضراب كلما استدعى الأمر ذلك وأنها ستواجه كل نية أو دعوة من الحكومة الجديدة الى التفريط في القطاع العام أو المسّ بحقوق الاجراء والعمال. كما يصرّ الاتحاد على ضرورة ان تحترم الحكومة الجديدة كل الاتفاقيات الممضاة وتنفيذها. تدرك حركة النهضة بشكل واضح انها اذا ما تسنّى لها تشكيل الحكومة فإنها ستحتاج الى دعم الاتحاد العام التونسي للشغل باعتباره احد اهم عناصر الاستقرار الاجتماعي الذي تحتاجه الحكومة القادمة في ظل ظروف اقتصادية صعبة وارتفاع في عدد العاطلين وتفشي الإحباط واليأس في صفوف كل التونسيين. لذلك لابد ان تواصل وتستمر حركة النهضة في مغازلة الاتحاد العام التونسي للشغل فلا سبيل لها الى مواجهة كل هذا التوتر الاجتماعي الذي تعيشه تونس منذ سنوات. برنامج في الأثناء ينتظر ان يعلن الاتحاد العام التونسي للشغل عن برنامجه الاقتصادي والاجتماعي والذي تؤكد المصادر انه يمكن ان يكون برنامج حكم. وسيتضمن تشخيصا دقيقا للمشاكل التي نعيشها. ويقدم حلولا واقعية للخروج من الأزمة التي استفحلت خاصة في المجال الاقتصادي. البرنامج تولى إعداده عدد كبير من الخبراء والنقابيين والباحثين والجامعيين. وتناول كل القطاعات ولا يستبعد ان تعلن احزاب وأطراف سياسية عن تبنيه واعتماده كبرنامج لها. لن تتكرر هذه المرة تجربة حكومة الوحدة الوطنية وتجربة وثيقة قرطاج التي كان الاتحاد احد اهم عناصرها وأطرافها. وسيبقى الاتحاد متمسّكا بموقفه القاضي بعدم التورّط في لعبة تشكيل الحكومة.