بعد فكر وتمحيص وتدقيق وفحص وتقليب وتحليل بما أملك من نصيب من المادة الشخماء. قد يكون هذا النصيب غنيّا وقد يكون متوسطا وقد يكون تحت عتبة الفقر. يكفي أنني تحدّيت به خذلان الكذب على النفس والروح والجسد وغباء النيّة الحسنة وزيف الأحلام والآمال الفيّاضة الكاذبة وأكذوبة الصّبر مفتاح الفرج لما نحن نغطّ فيه وبه أدركت وتأكدت واقتنعت وتيقّنت وآمنت بأننا طوينا مرحلة حكم الفرد الدكتاتوري على الشعب المغلوب وفتحنا مرحلة حكم «الشلّة» المختارة حزبا حزبا «كعبة كعبة» من طرف شعب اللّه المختار. طوينا صفحة حكم العائلة وفتحنا صفحة حكم العائلات «هههه» السياسية ومررنا من فساد العائلة ونعلنا فسادها الى فساد أولاد العائلات وقالوا «ربّي أنعمت فزد» واستجابت لهم صناديق الاقتراع بكل ديمقراطية وشفافية وحرية الأسواق الحرّة في بيعها وشرائها. وتحوّلنا بين صيحة ديك ونهيق بغل من شعب متماسك متّحد بطبعه لا بالقوّة ولا بالديمقراطية الى شعوب أحزاب متناحرة شتاتا وقبائل ب«البُفْ» الإديولوجي والفساد المفيوزي الحلال والدّسّ الخارجي المحموم رهانها معاداة كل وحدة واتحاد من وحدة الصفّ والكلمة والمصير الى الاتحاد العام التونسي للشغل واتحاد الصناعة والتجارة واتحاد المرأة. بعد فكر وتمحيص وتحليل وتدقيق أصبحت على إيمان العجائز بأن إذ قالبنا الديمقراطي كان انطلاقا من شبه دولة بلا ديمقراطية إلى شبه ديمقراطية بلا دولة فهل يستعيد حنبعل لقرطاج مجدها ؟... ننتظر...