قال الرئيس السوري بشار الأسد، إن الوجود الأمريكي في بلاده، سوف يؤدي إلى ما وصفه ب"المقاومة المسلحة" التي ستجبر القوات الأمريكية في النهاية على الرحيل من سوريا. دمشق (وكالات) وفي مقابلة مع وكالة "سبوتنيك" وقناة "روسيا-24"، حول وقوع صدام روسي أمريكي، قال الأسد "نحن لا نفكر طبعا بصدام روسي أمريكي. هذا الشيء بديهي وهو لا يخدمنا ولا يخدم روسيا ولا الاستقرار في العالم وهو شيء خطير، ولكن لا يمكن لأمريكا أن تعتقد بأنها ستعيش وهي مرتاحة في أي منطقة تحتلها، نذكرهم بالعراق ونذكرهم بأفغانستان، وسوريا ليست استثناء بالنسبة لهذا الموضوع". وفي السياق، أشار الرئيس السوري إلى أن "تجربة العراق لاتزال ماثلة للأمريكيين، كانت النتيجة غير المتوقعة بالنسبة لهم، ولكننا كنا نراها نحن في سوريا، وقلت أنا في إحدى المقابلات بعد غزو العراق عام 2003 إن الاحتلال سيولد مقاومة عسكرية". وشدد الأسد على أن "المشاكل مع جزء من الأكراد"، مشيراً إلى أن "معظم الأكراد موجودون في سوريا منذ عقود ولا يوجد مشاكل، هناك مجموعات متطرفة، متطرفة بالمعنى السياسي، هي التي تطرح طروحات أقرب إلى الانفصال، البعض منها يتعلق بالفيدرالية والحكم الذاتي المرتبط بالأكراد، كما قلت أنا قبل قليل هذه المنطقة عربية فإذا كان هناك من يريد أن يتحدث عن الفيدرالية فهم العرب لأنهم هم الأغلبية". وأضاف الأسد "نحن لن نوافق لا اليوم ولا غداً، لا كدولة ولا كشعب، على أي طرح انفصالي، هذه هي المشكلة، نفس هذه المجموعات التي تدعمها أميركا تتحدث اليوم على أن الوضع تغير بعد الحرب، طبعاً الوضع يتغير هذا طبيعي، والحرب لا تعني تقسيم البلد ولا تعني الذهاب باتجاه الانفصال". وشدد الأسد على أن "الحرب في سوريا بدأت لأن هناك إرهاباً بدأ بقتل العسكريين والشرطة والمدنيين وتخريب الممتلكات العامة وغيرها. فإذاً تنتهي الحرب عندما ينتهي الإرهاب"، مشيراً إلى أن "اللجنة الدستورية تناقش الدستور، وبالنسبة لنا الدستور كأي نص من وقت لآخر لابد من دراسته وتعديله بحسب المعطيات الجديدة الموجودة في سوريا. هو ليس نصاً مقدّساً. لا يوجد لدينا مشكلة في هذا الموضوع، فمشينا في هذا المسار". في سياق منفصل، أعلن الأسد أن "تنظيم داعش أتى بإرادة أمريكية، وقام بنشاطاته بغطاء أمريكي وحتى في كثير من الحالات لدينا قناعة ولدينا معلومات بأن أمريكا كانت تحرك داعش مباشرة كأداة عسكرية لضرب الجيش السوري ولتشتيت القوى العسكرية التي تقاتل الإرهاب وفي مقدمتها السورية". وأكد الرئيس السوري، أن بلاده " ستقدم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي بشأن سرقة أمريكا للنفط السوري، مستبعداً قيام الأممالمتحدة بأي خطوة بهذا الصدد". وأضاف الأسد أن " كل الشكاوى التي تُرفع للأمم المتحدة تبقى بالأدراج، لأن هناك شبه دولة [أمريكا] تحكمها العصابات وتنطلق من مبدأ القوة، وكما كنا نقول قبل قليل هم مجموعة لصوص والصراع بينهم هو صراع على الأرباح والمكاسب والخسائر".