رحل الرئيس (ايفو موراليس) عن الحكم في بوليفيا وكان اول رئيس لها من السكان الاصليين في انقلاب مغلف باستقالة.. ولم تخف امريكا سعادتها لرحيل من اسمته ( الشيطان) هذا الذي تجرأ فأمّم ثروات بلاده وخالف سياسات واشنطن بما في ذلك بخصوص فلسطين والقضايا العربية. تاريخيا تصارع تياران في امريكا احدهما انعزالي والثاني يدعوالى هيمنة امبريالية ..وفي عام 1823 أصدر الرئيس الخامس جيمس مونرو بيانًا عرف ب«مبدأ مونرو»، هدفه الحد من دور اوروبا في مستعمراتها بأمريكا الجنوبية، لكن اللاحقين من الرؤساء طوروه الى حماية المصالح الأمريكية ثم الى هيمنة واشنطن على دول جنوب القارة التي تنعت ب» جمهوريات الموز» والحديقة الخلفية للولايات المتحدة. ومن ثم لم تتورع امريكا عن صنع الانقلابات العسكرية، أو دعم المعارضة، او الحصار الاقتصادي أو التدخل العسكري المباشر إذا لزم الأمر لتركيز دمى دكتاتورية تسير بطاعة عمياء في ركاب واشنطن وتعتمد على اجهزة قمعية قوية ممولة من قبل اجهزة المخابرات الامريكية في السر والعلن. ولم تكد تنجو دولة امريكية جنوبية من مثل هذا التدخل والقائمة طويلة لعل من اشهرها العملية الفاشلة لغزو كوبا عام 1961 التي عرفت ب( خليج الخنازير) للاطاحة بالرئيس فيدال كاسترو.. والانقلاب الدامي ضد سلفادور اللندي في الشيلي عام 1973 الذي قتل وسط حمام دم. وقبل ذلك وبعد هذا التاريخ كشف النقاب عن تدخلات امريكية اكثر من مرة في البرازيل اخرها دعم عزل الرئيسة الاشتراكية ديلما روسيف في انقلاب ناعم .. وفي الأرجنتين وقبل أربعين عامًا، دعمت واشنطن انقلابًا عسكريًا ضد الرئيس ( بيرون)، تسبب في إبادة جماعية ذهب ضحيتها ما لا يقل عن 30 ألف شخص، وعُرفت تلك الفترة ب»الحرب القذرة». ولا ننسى ما حصل في نيكاراغوا في قضية شهيرة عرفت باسم ( ايران كونترا) حيث كانت امريكا تبيع السلاح سرا لايران لمحاربة العراق وتنفق العائدات على المناوئين للنظام اليساري في نيكاراغوا.. وهناك التدخل العسكري المباشر مرتين في جزيرة غرانادا، وغزو باناما واحتلالها واعتقال رئيسها الجنرال نورييغا، وتدخلات في غواتيمالا والاكوادور والدومينيكان وهاييتي الى اخر القائمة. وفي فنزويلا حصل انقلاب على الرئيس الراحل هوغو شافيز لكن الشعب اعاده ليتعرض خلفه (مادورو) حاليا لضغط امريكي كبير للاطاحة به.. ثم جاء الدور اخيرا وليس اخرا على البوليفي (موراليس). «إن لم تكن معنا فأنت ضدنا». هذا هو شعار امريكا وهي حريصة على تطبيقه في كل مكان.. وعلى اساسه ترفع مطارقها فوق سندان الموز والكوكا في جنوب القارة ولها في غاباتها عيون وعملاء./.