قالوا وتمسكوا بالقول: نريد تونس أخرى وشعبا آخر نعم تونس أخرى وشعب آخر ربما في جغرافيا أخرى وملّة أخرى في دنيا أخرى وتاريخ آخر قطعوا مع الماضي القريب ورجعوا إلى غابره وشرعوا في هدم أسس الدولة وسكنوا في بنائهم الديمقراطي العشائري وأسكنونا في خيام الاعتصام على وجه الفضل وكانوا عند وعدهم. وها نحن في تونس أخرى لا تشبه التونسيين في شيء وشعب آخر لا يشبه تونس في شيء في تونس أخرى في تونس في تونستان عفوا في تونسين اثنتين في تونسنا الجريحة وتونسهم الفضيحة وما أكثر جراحنا وما أكثر فضائحهم ما يؤلمني في تونسهم الأخرى ليس أن يحطّ الذباب على أنوف الأسود والنمور وإنما أن يكون في تونسنا لذاك الذباب أتباع وأنصار. ما يوسفني في تونسهم الأخرى ليس أزمة البطاطا والزيت والسكر... وإنما أزمة الدولة في تونسنا. ماذا تحقق من وعودهم لنا سوى وعدهم بالجنة في تونسهم الأخرى أو لم نر مدننا ومنازلنا تجري من تحتها وداخلها الأنهار خالدين فيها قبالة جهنّم الشعانبي وجحيم سمّامة وسعير باردو ولهب القصبة ونار قرطاج أملي في «لحظة وعي» صادقة تردّ الدولة إلى مجراها وتصرخ عاليا. لكم تونسكم خارج تونس ولنا تونسنا في تونس.