رفض الكتابة فكثر الضجيج.... رفض كتابة نهيق الحمير...فالنهيق لا ينفع ولا يدونه حتى الحمير.... سكت القلم فكلامه ان سجله سيكون خطير...مرض القلم فاستدعي الطبيب... فحصه وسأله ولا مجيب...سال اصحابه اجواره ما به ...قالوا انه سكت منذ بداية الانتخاب واعتصم ورفض الكتابة وتوقف عن الحديث. كانت محبرة بجانب بالقلم تتثاءب تساءلت ما بالكم محتارين الم تعلموا ان قلم الحبر حزين...لقد مل كتابة نشرات الاخبار للتلفاز مل كتابة عناوين الصحف ومعلقات الانتخابات...لقد مل النفاق وتمجيد الحزب وتاليه الزعيم وشتم الناجح وثلب السعيد وترك المعتدي والظالم بدون عقاب فاين العدل وسط كل هذا اللغط والخصام والعناق ولا ننسى النفاق. واصلت المحبرة حديثها فعددت خصال القلم وقالت انه جدي ولنفاق عدو ويرفض ان يملى عليه ما يكتب... لذا اضرب على الكتابة ورفض الحديث وتبادل الكلام...قال الطبيب لقد شخصت المرض وحددت الدواء...يترك للقلم حريت الكتابة والتعبير ولا يتدخل أحد في ما يكتبه ويراه صحيح ...فهو يرفض كتابة نهيق الحمير ودجل الدجالين و نفاق المنافقين وصياح المغامرين ...فاتركوه يكتب ما يراه صالحا عسى بكتاباته تشفى الامة وتستعيد عافيتها وتستفيق و تنتهي الغمة ...اتركوه يكتب بنخوة وعزة فبعزة القلم ترتفع الامة ...ان اردتم شفائه اتركوه يكتب .... فرح القلم وانتفض من مكانه وارتمى وسط المحبرة و هو سعيد وفرحان ...تناثر الحبر من قوة سقوطه بالمحبرة ... فلم يجد القلم حبرا لاستئناف الكتابة او إضافة تعليق. ويظل القلم هو الملاذ الاخير ليطلق صرخة تعبر عن ضمير الشرفاء و الناس الكادحين المتعبين ...نام القلم وضاعت بنومه الاف من الافكار والاساطير....ونام معه الكتاب والعشاق و انتهى نور الشمس واختفى في الافق البعيد... امتلكتني حكة الكتابة.فكيف اشفى منها وليس لي قلم لاكشطها به فقلمي نام نوما عميق ...سيستقيظ يوم تموت الحمير وينتهي الدجل ونعيق الغربان فوق الصخور ويصبح على زقزقة العصافير.