في خِضمّ «الكَارثة الوطنية» التي عاشها التونسيون يوم أمس الأول، تلقّت العائلة الرياضية نبأ وفاة المُلاكمة الشابة والواعدة هبة عبد اللاوي. الخبر كان صَادما لعَائلتها وأصدقائها الذين يَتقاسمون معها الهُموم والأحلام. والخَبر كان وقعه كالزلزال على مدربها ربيع العبيدي الذي آمن بموهبة هبة وكان على يقين بأنه ينتظرها مُستقبل زاهر في عالم «الكِيك بوكسينغ» وهو من الرياضات القِتالية التي شرّفت تونس في التجمّعات الدولية رغم ضُعف الامكانات. وبدورها كانت «الجامعة التونسية ل»الكيك والتاي بوكسينغ السّافات والأنشطة التابعة» تحت تأثير الصّدمة بعد توديع هذه البطلة اللاّمعة وهي في عُمر الزهور. وقد ارتدت الجامعة ثوب الحِداد حُزنا على فقدان واحدة من بَناتها المُتألقات على هامش الحادث المروري المُفزع بين عمدون وعين دراهم. ولم تكتف الجامعة بإصدار بلاغات التعزية بل أنها قرّرت أيضا حجب التظاهرة التي كان من المنتظر اقامتها نهاية الأسبوع الجاري خاصّة أن المُصاب جَلل ولم نخسر البَطلة هبة فحسب بل أنّنا فقدنا معها أكثر من 20 شخصا بسبب إرهاب الطّرقات الذي يَتهدّدنا جميعا وبشكل يومي. وإزاء هذه المُصيبة الكبيرة سيقول البعض قدّر الله وما شاء فعل. وهذا الأمر لا اختلاف حوله بحكم أنه لا مفر من الموت. لكن هذا لا يُلغي أبدا مبدأ الأخذ بالأسباب. ولا أحد بوسعه أن يتستّر على التقصير الحاصل من قبل كل الجهات المعنية بهذه الحادثة الأليمة والتي اهتزّت لها كل المناطق بداية بالشمال الغربي الذي كان مسرحا لحادثة انقلاب الحافلة السياحية وصولا إلى فوشانة حيث تدرس هبة وتمارس نشاطها الرياضي بالكثير من التفاؤل خاصّة أنها أثبتت في أكثر من مناسبة أنها «مشروع» بطلة كبيرة في ميدان «الكيك بوكسينغ». ولم تكن هبة تعرف بأن كل الفنون القتالية التي تعلّمتها ستمكّنها من هزم الخصوم وقهر اليأس لكنّها ستخذلها في مواجهة الموت في «الأحد الحزين» على أسرتها وكل العائلات التونسية التي فقدت فلذات أكبادها بفعل «غول» الحوادث والإهمال وأشياء أخرى لا ينبغي أن السكوت عنها حتى لا تتكرّر مثل هذه المصائب. يُذكر أن الرياضة التونسية فقدت العديد من أبنائها بفعل الحوادث المرورية ونستحضر في هذا السياق الشاذلي زويتن ولسعد الورتاني ورياض الفاهم. هذا في الوقت الذي نجا فيه البعض بأعجوبة من الموت كما حصل مع إلياس برينيص. هبة عبد اللاوي في سطور من مواليد عام 2004 تنشط في رياضة «الكيك بوكسينغ» تَنتمي ل»نادي بلانات جيم» بفوشانة مُتحصّلة على المرتبة الأولى في اختصاص «اللوكيك» (55 كلغ) متحصلة على المركز الأول في اختصاص «التاي بوكسينغ» (55كلغ)