مثلت تصريحات الإعلامي الفلسطيني حول ما دار في لقائه مع رئيس الجمهورية صدمة حقيقية حيث أنها كسرت صورة قيس سعيد الذي يحترم الدولة وأسرارها وقدمته في صورة مغايرة تماما لا تليق بتونس. تونس الشروق: قدم الإعلامي الفلسطيني المقيم في لندن عبد الباري عطوان ملخصا لما جرى في لقائه مع رئيس الجمهورية قيس سعيد في تسجيل فيديو قام بنشره مؤخرا وكانت المعطيات التي نشرت صادمة الى حد كبير حيث أن الرئيس الذي يرفض الالتقاء بالصحفيين التونسيين او الإجابة عن أسئلتهم أصيب بالإسهال اللغوي بمجرد جلوسه مع ذلك الضيف. سقوط وحسب ما نقله عطوان فان قيس سعيد حدثه عن كرهه لوزير الخارجية السابق خميس الجهيناوي وكيف انه كان «رأس حربة التطبيع» في تونس على حد قوله وكيف ان الرئيس لم ينم الا بعد ان أقاله كما حدثه حتى عن مسائل تعد ملفات داخلية لا علاقة لأي أجنبي كان بها وعلى رأسها ما اسماه «القضاء الفاسد». من حق رئيس الجمهورية ان يفكر كما يريد وان يخاطب شعبه بكل ما يفكر فيه ويصارحه بكل الملفات التي تشغله او يعتبرها ملفات مصيرية في علاقة بتونس او خارجها لكن لا شيء يبرر جلوسه أمام إعلامي اجنبي وكأنه طبيب نفسي ليصارحه بما يعتقده في تونس ورجالاتها سواء الوزراء او القضاة او غيرهم. أولا حاول رئيس الجمهورية خداع الصحفيين التونسيين ولكي لا يلام على رفضه مقابلتهم ارتجل استقبال أربعة منهم قبل ان يلاقي عبد الباري عطوان طبعا لكي لا يلام فيما بعد على عدم الاستماع الى ابناء الشعب التونسي الذي انتخبه من صحفيين ومثقفين لكن الفرق بين اللقاءين كان مثل الفرق بين حواره مع قناة الجزيرة في الحملة الانتخابية وحواره مع القناة الوطنية فالاول كان اكثر عمقا وصراحة اما الثاني فكان ذرا للرماد على العيون ولكي لا يقال انه يرفض الحديث مع الاعلام التونسي. ومن جهة أخرى فان رئيس الجمهورية الى اليوم لم يتجرأ على الخروج الى التونسيين ليقول لهم ان وزير خارجيتهم كان مطبعا كما لم يقل لهم هل كان بقرار شخصي ام بقرار من الحكومات التونسية وماهي الخطوات التي قام بها في هذا الاتجاه او قامت بها الدولة التونسية. القناع وحول القضاء غير المستقل كما نقل عبد الباري عطوان فانه ملف لا يعني الاخير كما أظهر ان رئيس الجمهورية بدأ في خلع قناع رجل الدولة الذي ارتداه في الحملة الانتخابية عندما رفض الحديث في كثير من المواضيع وخاصة الامنية منها بتعلة انه رجل دولة ولا يتحدث في تلك الملفات في المنابر الاعلامية لكن تبين انه يتحدث فيها في جلساته الخاصة مع غير التونسيين. وبما ان رئيسنا ثوري جدا كان عليه ان يطالع على الاقل سيرة ضيفه ليعلم انه «مع الواقف» فقبل ان يدخل قصر قرطاج ضيفا عليه كان وعائلته يقبل بنهم على ضيافة بن علي وكانت وكالة الاتصال الخارجي تتكفّل بمصاريفه من أموال الشعب التونسي . وحول وفائه للقضايا العربية فقد أظهرت الاحداث التي عاشتها سوريا وليبيا ان عبد الباري عطوان بعيدا كل البعد عن تلك القضايا وانه من النخبة التي تقفز من المركب اذا شارف على الغرق وذلك ما فعله عندما دعم ما سمي ب»الثورة السورية» وكذلك «الثورة الليبية» ليعود فيما بعد وعندما فشلت مشاريع تدمير تلك البلدان الى تبني نظرية المؤامرة والتراجع في مقولة الثورات العربية او الربيع العربي. واخيرا لقد حمل رئيس الجمهورية عبد الباري عطوان سلاما الى الفلسطينيين موحيا لنا انه لا يعلم ان ذلك الإعلامي الكبير غادر فلسطين منذ عقود ولم تبق في ذهنه الا أصلا تجاريا أسس به وسائله الاعلامية وعلاقاته الدولية واختار العيش في عاصمة الضباب لندن. ويبقى السؤال الذي يحيرنا هنا ولا نتصور ان يجيبنا عنه قيس سعيد لرفضه التعامل مع الاعلام التونسي الا في اطار التمويه كما بينا ذلك، لماذا يتعمّد رئيس الجمهورية مثل تلك الممارسات؟ وهل لديه بالفعل مشكل مع الاعلام التونسي بل ومع كل ما هو تونسي؟ وما هي الرسالة التي أراد توجيهها الى الخارج خاصة عندما يقول ان القضاء التونسي فاسد؟ ولماذا لم يقدم الى الآن أية مبادرة للإصلاح ان كان فعلا يرغب في ذلك؟ سلوى الشرفي لعب صبيان كتبت الاستاذة الجامعية سلوى الشرفي في تعليقها على ما قاله عبد الباري عطوان عما دار في لقائه مع رئيس الجمهورية ما يلي: عبد الباري عطلان ينقل كلاما خطيرا عن رئيس الجمهورية التونسية. يدعي فيه ان اقالة وزير الخارجية خميس الجهيناوي كان بسبب ربط خيوط للتطبيع مع اسرائيل. وهذا يعني ان الدولة التونسية كلفته بذلك. هل قال له الرئيس هذا الكلام؟ واذا قال هل سمح له بنشره ؟ هذا اسمه لعب صبيان لا يليق بمفهوم الدولة الذي يعرفه قيس سعيد جيدا بوصفه استاذ قانون دستوري!